| |
اليوم الوطني.. والفأل المحمود أ.د. رفيعة عبيد غباش *
|
|
توافق الاحتفاء بالذكرى الثالثة والسبعين لليوم الوطني في المملكة العربية السعودية، مع إهلالة الشهر الأغر المعظم، فأل حسن محمود، وبشرى مباركة، لتزدان الآفاق باحتفالات استنهاض الهمم وصفاء الأرواح في طمأنينة التسبيح والإيمان، توحي الفرحتان بأن المملكة بتفاني ربانها، ووفاء رعيلها نبع حياة في منبت الفضل وقبلة الدين الحنيف، هي دوحة قد تجذرت عروقها، وسقت فروعها وفيأت ظلالها، مجلوة بالمجد العريق والتأصيل الراسخ، على دعائم التوحيد والأمن والاستقرار والنماء. أصدق التهاني في عيد يحدو به التجديد وتبوء المملكة على صدارة المركز المرموق في ركب التقدم والرقي والرفاهية. وأطيب الدعوات والمباركة على حلول شهر رمضان المعظم المبروك، أعاده المولى على الأمة وكل أيامها أعياد. إن مما يحمد على مسيرة النهضة السعودية، استوثاق طفرات النماء والإنجاز الملهم، بتوالي وتتابع تطبيق خطط التنمية الخمسية المجازة على مدى ثلاثة عقود، دون تباطؤ أو توقف، مما يؤكد رسوخ تواصلها بالتوازن والشمولية المحققة لمزيج فريد من التطور الاقتصادي والاجتماعي في كل أرجاء المملكة. والنجاح في أنها قد أتت أكلها معايشة للطموحات، وتلبية لاحتياجات المواطن السعودي، بل تجاوزت فضائل الخير والعطاء حدود المحلية والإقليم، إلى تمويل وإعانة جهود التنمية في الوطن العربي والدول النامية، فضلاً عن إغاثة النكبات ودرء مترتبات الابتلاءات أينما حلت، دون منّ أو مفاضلة بين الأمم. برهنت المملكة، بجودها وحاتمية أولي الأمر والقرار فيها، وبكل ما فيها ومنها، على امتداد حدودها إلى حيث يكون الإنسان. حق لها استشراف الولاء، وموقع العقل والأبوة في بقية الأمة، ويحق للإنسانية أيلولة المشاطرة والتفاؤل ببهجة العيد في وطن الأمجاد والأصالة. تؤطر مؤسسية السياسة والإدارة في المملكة، نقلة نوعية متميزة، واتزان في منهجية الشورى والتزام القدوة بالسلف الصالح، يلتمس فيهما تمكين الكفاءات الوطنية الواعدة، وتفعيل مشاركة العامة مع المعنيين بالأمر في مسيرة التنمية والنهضة. ولا غرو في هذا وذاك، وقد حظيت قطاعات التعليم والتأهيل والاستثمار في ترقية الإنسان بمركزية الاهتمام، وتضاعفت مخصصاتها باطراد واضح، مع وسعة في مجالات التعليم والمهنية، وعدالة وتكافؤ في التوزيع. كما قد تسارع ارتقاء خدمات الرعاية الصحية لأهل المملكة والمقيمين فيها وضيوف الرحمن عبر مواسم الحج والعمرة، حتى تربعت خدمات العلاج والوقاية في مراكز ومشافي السعودية على موقع المرجعية والاطمئنان. وطفرت إلى سبق التميز بين أقطار العالم في جراحات القلب والكبد وزراعة الأعضاء. وتحقق بذلك توطين الاستشفاء، وبحسن الإدارة مشروع السعودة في عموم سبل كسب العيش، إلا الأقل والمستهدف من التريث حياله، اكتساب الخبرات والاستقاء من عالمية المعارف. أما في إطار مخطط استقواء البنية الأساس، تعايش المملكة على كافة أصقاعها، في البوادي والحضر، تنمية في الزراعة، قد أهلتها على الانفراد بشهادة أعلى أوسمة منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو)، الممنوحة منها إلى خادم الحرمين الراحل المقيم الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، عليه شآبيب الرحمة. وفي التصنيع تقيدت السعودية بالتنوع لقاعدة الإنتاج، وتدشين البدائل من الموارد المتكاملة مع صناعة النفط، والتطوير المستدام من حيث الكم والنوع والتقنيات المستحدثة في مدن صناعية متخصصة. إلى جانب ازدهار الصناعات التحويلية وانجذاب القطاع الخاص في تبنيها. ومما هو جدير بالإشارة في استقواء بنيات المملكة التحية أيضاً، انسياب كافة وسائل المواصلة في البر والبحر والجو وعبر شبكات الإلكترونيات، دون عوائق وعلى مدى الساعة، وتغلب القائمين عليها في تذليل عقبات الطبيعة، وتيسير عوائق التضاريس. فضلاً عن ثورة الإعلام على كافة الوسائل، المرئي منها، والمسموع والمقروء، على ثوابت العقيدة وتجذر المبادئ وإعمالها كمرافق تعليم وتثقيف وتعلم، لخدمة الفكر والثقافة وقوامة التربية، وفوق كل هذا وذاك، يذكر انفراد المملكة بالسبق والريادة في تبني صناديق التنمية المتنوعة الأهداف والمرامي، تسخيراً للإمكانيات الوطنية لصالح المواطن وتيسير الحياة، إلى جانب صناديق الاستثمارات العامة، وتلك المنشأة لدعم برامج المنظمات الإنسانية تحت مظلة الأمم المتحدة، وجمعيات العمل المدني مما ينعكس عمراناً في الأرض وملجأ لتلبية حاجة الإنسان. على ضوء ما سبق من إيجاز، يقيناً بأنه من مهازل النشاز والاستهتار على سلامة قاعدة التنمية القويمة استهداف وباء الإرهاب ومنحرفي العقيدة والمسلك المعوج لأمن المواطن فيها بشائنات التخريب وادعاءات الهوس والافتراء. وراحة البال في أن المملكة بعون الله وعزيمة القائمين على رعايتها لقادرة على دحر الباطل الزهوق، وإنقاذ البشرية من أدوائهم والفتنة الطارئة في تضافر وتكاتف مع جهود المجتمع الدولي بالنفس والنفيس. ما سبق غيض من فيض حول بعض دلالات الاعتزاز وفرحة العيد الوطني الثالث والسبعين على المستويين المحلي والعام. إلا أننا نحن في جامعة الخليج العربي على سبيل الأخص، نعايش أبوة الملك الحميمة منذ اتخاذ قيادات الخليج لقرارات الإنشاء، وعبر كافة مراحل التأسيس والتسيير وعلى مدى ربع قرن من الزمان، مما يلهمنا ويشرفنا بمعايشة خصوصية توطيد عرى ترابط البنوة والأبوية وحقوق البر والوفاء. بارك الله لنا في المملكة الوطن وأدام فيها السؤدد والرفاهية، وكل عام والسعودية مع أمتي العرب والإسلام والإنسانية بخير، إن شاء الله.
* رئيسة جامعة الخليج العربي
|
|
|
| |
|