| |
في خطوة غير مستغربة.. الأردن تستدعي سفيرها في الدوحة ..الصحافة الأردنية: قطر لم تعد تتحمل التنسيق السعودي المصري الأردني في وجه الصلف الإسرائيلي!!
|
|
* كتب - يوسف بن محمد العتيق: في خطوة لم يتفاجأ بها أحد استدعت الأردن سفيرها لدى الدوحة (للتشاور)، وعلل المتحدث الرسمي الأردني ناصر جودة ذلك بسبب موقف قطر بعدم دعم المرشح الأردني الأمير زيد بن علي لخلافة كوفي عنان في منصب أمين عام الأمم المتحدة. وفي حديث مختصر لصحيفة الرأي الأردنية قال ناصر جودة: إن استدعاء السفير جاء بسبب الموقف القطري بالامتناع عن دعم مرشح الإجماع العربي (مندوبنا الدائم في نيويورك) الأمير زيد بن رعد لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفاً لكوفي عنان إلى جانب جملة من القضايا المتراكمة منها الحملات الإعلامية المتتالية الموجهة ضد المملكة. وتساءل جودة عن المصلحة الكامنة وراء الموقف القطري من مرشح الإجماع العربي، علماً أن هذه المرة الأولى التي ينافس بها عربي ومسلم على هذا المنصب مستدركاً أن المندوب القطري في الأمم المتحدة، لم يكتف بعدم التصويت للأمير زيد، إنما حشد ضده لصالح مرشح آخر، وقال إن استدعاء سفيرنا هو إجراء دبلوماسي الغاية منه إيصال رسالة احتجاج إلى دولة قطر موضحاً أن هذه الخطوة لا تعني سحب السفير أو قطع العلاقات بين البلدين. وجاء في الصحيفة نفسها عن مصادر دبلوماسية عربية أشارت إلى الموقف القطري الملتبس من القضية برمتها عندما أبلغ وزير خارجية قطر نظراءه العرب خلال اجتماعهم الأخير في القاهرة بالتزام بلاده دعم المرشح التايلندي، إلا أنه وبسبب الضغط العربي وعد بدعم مرشح الجامعة ليفاجؤوا بتصويته للمرشح الكوري في نيويورك. مصدر سياسي مطلع أبلغ (الرأي) أن الموقف القطري من المرشح الأردني هو بمثابة (القشة التي قصمت ظهر البعير)، إذ سبق ذلك سلسلة من افتعال مسؤولين قطريين أزمات مع الأردن توالت عبر ذراعها الإعلامية (فضائية الجزيرة) من خلال الطعن في مواقف الأردن وتاريخه. كما أشار إلى التضييق على العمالة الأردنية في قطر خلال السنوات الأخيرة في موضوعات التأشيرات والإقامات وعدم تجديدها، وإلى مواقف قطر المخالفة للمواقف العربية خصوصاً موقفها الأخير خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان. إلى ذلك لاحظ مراقبون أن الدوحة منزعجة جداً من التنسيق الأردني المصري السعودي حيال القضايا العربية المحورية، خصوصاً في ملفات فلسطين والعراق ولبنان. ونبهوا إلى أن الدوحة تعمل على زعزعة هذا التنسيق العربي بما يسمح لإسرائيل استغلاله لإضعاف الموقف العربي. ورأوا أن قطر تسعى إلى الاضطلاع بأدوار (أكبر من حجمها) عبر البوابة الإسرائيلية في الوقت الذي تسعى عمان والقاهرة والرياض إلى الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف حازمة ضد التطرف والصلف الإسرائيليين في ملفي فلسطين ولبنان، وفي الوقت ذاته الذي تشهد علاقات إسرائيل مع الدول العربية المعنية مباشرة بهذين الملفين جموداً وتوتراً شديداً. أما صحيفة الدستور الأردنية وفي عددها الصادر يوم الأربعاء، قد ذكرت أن ما زاد من الاستياء الأردني هو ما ورد من معلومات حول حشد مندوب قطر التأييد للمرشح الكوري ومحاولة استبعاد أي تأييد للمرشح الأردني سمو الأمير زيد بن رعد. مصادر دبلوماسية عربية قالت ل (الدستور): إن قرار الأردن استدعاء سفيره من قطر متوقع، وجاء بعد أن شعر الأردن أنه مستهدف من قطر في أكثر من مجال وأن الاستدعاء جاء بسبب تراكمات وعلى ما أبدته قطر من إهانة واستهداف للأردن والإجماع العربي. أما صحيفة العرب اليوم فقد اختارت عنواناً لخبرها يدل على ما وصلت إليه الحالة بين البلدين، جاء تحت عنوان: التوتر في العلاقات بين البلدين يبلغ ذروته وجاء تحت هذا العنوان: في خطوة تؤشر على توتر العلاقات بين البلدين قررت الحكومة أمس استدعاء السفير الأردني في الدوحة عمر العمد إلى عمان للتشاور. ويأتي القرار بعد يومين على تصريح رسمي أبدت الحكومة فيه استغرابها من موقف قطر حيال التصويت على مرشح الأردن لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة. وجاء في الصحيفة نفسها في رد على سؤال حول التطورات المحتملة على الأزمة بين البلدين قال إن الأردن يكتفي في هذه المرحلة باستدعاء السفير وأن أي إجراء آخر في المستقبل يعتمد على رد الفعل القطري. وتخشى أوساط رسمية أن تتخذ قطر إجراءات عقابية بحق الأردنيين العاملين لديها الذين تقدر الجهات الرسمية عددهم بنحو أربعين ألف أردني. وكان وزير الخارجية عبدالإله الخطيب ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي قد زارا الدوحة قبل عدة شهور لتسوية ملفات الخلاف بين البلدين، إلا أن العلاقات بين البلدين واصلت تدهورها. ويرى الأردن أن استهداف قناة الجزيرة له يأتي في سياق تأزيم قطر لعلاقاتها مع الأردن حيث سبق للحكومة الأردنية وأن أغلقت مكتب الجزيرة في عمان أكثر من مرة، إلا أن مصدراً رسمياً قال ل (العرب اليوم): إن اتخاذ إجراء بشأن مكتب الجزيرة في عمان غير وارد الآن. وكانت قطر قد اتهمت مواطناً أردنياً يعمل في إحدى المؤسسات القطرية قبل نحو سنوات بالتجسس لصالح الأردن حيث تم الحكم عليه بالإعدام، ولكن أفرج عنه بعفو أميري. من جهة أخرى، واصل كتاب الأعمدة الأردنيون تعليقاتهم الساخنة على الموقف القطري تجاه الأردن والجامعة العربية. فقد كتب صالح القلاب عضو مجلس الأعيان الأردني ووزير الإعلام السابق مقالاً تحت عنوان: المشكلة مع قطر!! لا مشكلة حدود بين الأردن وقطر ولا خلاف على المياه الإقليمية ولا الدوحة هي (هافانا) الشرق الأوسط وعمان هي عاصمة إحدى جمهوريات الموز التي تعد حديقة خلفية للولايات المتحدة.. لا توجد أي خلافات اقتصادية وتجارية بين البلدين ولا هناك معسكران إقليميان يتصارعان؛ الأول أردني والآخر قطري وعلى غرار ما كان بين موسكو وبكين في عقد ستينيات القرن الماضي. إذن ما المشكلة؟ ولماذا كل هذه الخلافات التي تفتعلها الدولة الشقيقة؟ ولماذا هذا التسميم المستمر للعلاقات بين دولتين شقيقتين متباعدتين لا مشكلات حدودية بينهما، ولا منافسة على زعامة إقليمية؟ والمفترض أن تكون العلاقات بينهما دائماً أخوية ودون أي منغصات..! هذا السؤال يجب التوجه به إلى قطر، والسبب أنها هي أول من افتعل هذا الخلاف، ولأنها لم تتوقف ومنذ أكثر من ثمانية أعوام عن الإساءة لهذا البلد الذي عندما يراجع حساباته لا يجد أنه ارتكب أي هفوة إزاء دولة شقيقة تبعد عنه آلاف الأميال، بل يجد أنه بقي يتحمل الإساءة من هذه الدولة الشقيقة إلى أن طفح الكيل وبات الاحتمال غير ممكن والصبر مستحيلاً!! غير معروف سبب هذا، فكل مواقف قطر منذ نهايات القرن الماضي سلبية، وهي بعد أن امتلكت ومعها آخرون هذه الفضائية لم تتوقف عن استهداف الأردن بوحدته الوطنية وبالتحريض عليه وإثارة مكوناته الاجتماعية بعضها ضد بعض الآخر، وهي تحولت إلى منبر لكل من أراد أو أرادت هي له شتم هذا البلد واستهدافه والسعي للتشويش عليه والانتقاص من مكانته. إن قطر هي التي طلبت - وبرجاء حار - إيواء خالد مشعل ومجموعته ثم وبعد أن لبى الأردن طلبها بدأت تشن غارات إعلامية عليه، وبدأت تستخدم ضيوفها (الأعزاء) الذين أنعمت عليهم بطيب الإقامة بالقرب من قاعدتي السيلية والعديد، مادة للإساءة لهذا البلد والضغط عليه من خلال بوقها الإعلامي الذي تدور حوله كل الشبهات!! إن المفترض أن تقتدي قطر بدول عربية مجاورة لها من بينها دولة الإمارات العربية المتحدة التي أدخلها الشيخ زايد - رحمه الله - في قلب كل عربي، وجعل العرب كلهم يضعونها ويضعون شعبها في مآقي عيونهم، وكان المفترض أن تقتدي قطر بمملكة البحرين التي تقوم علاقاتها مع أشقائها على الاحترام والمحبة، وكان على قطر أن تقتدي أيضاً بسلطنة عمان التي تتبع سياسة متوازنة ورصينة، إذ جعلها السلطان قابوس بسعة أفقه وحكمته وجديته إحدى الركائز العربية الأساسية ودولة تفرض احترامها على الجميع ولا يملك حتى الذي يختلف معها إلا أن يحترمها ويحترم الطريقة التي تدير بها شؤونها السياسية والاجتماعية.. كان على قطر أن تقتدي بالمملكة العربية السعودية وهدوئها ووقارها، وبالكويت واحترامه لنفسه واحترام الآخرين له. لماذا تحولت قطر إلى ما يشبه عوسجة شائكة في مرج من الزهور؟ ما مصلحة شعبها في أن تعادي دولتهم معظم الدول العربية وأن تحشر أنفها في كل شيء وأن تستهدف دولاً شقيقة بعيدة حتى عن محيطها الجغرافي..؟! ألا يحق لمن يطرح على نفسه كل هذه التساؤلات أن تساوره الشكوك وأن يصل اعتقاده حد اليقين بأن وراء الأكمة ما وراءها وأن الأمور لا تتوقف عند مجرد أن دولة مجهرية صغيرة أنعم الله عليها بما لم تكن تتوقعه، فأصيبت بمرض (البطر) وبدأت تسعى إلى دور أكبر من حجمها الحقيقي..؟ إن هناك شبهات وإن من يتصرف بهذه الطريقة لا بد أن يجلب إلى تصرفه الشبهات!! كما كتب عبدالهادي المجالي مقالاً في الموضوع نفسه، ونشر الأربعاء، وجاء في هذا المقال الذي نشر تحت عنوان: عبقرية.. طويل العمر قبل أن أبدأ الكلام أود التنويه إلى قضية مهمة هي أن بعضهم سيصنفون هذا الكلام تحت باب الموقف المتسرع، وربما سيصنفوننا تحت خانة الكاتب الصاعد... طبعاً أنا صاعد لأن المرافعات الوطنية التي تكتب من داخل البلد وتنشر في جرائد عمان الحرة... هي الصعود والارتقاء في حد ذاته... وقد نقبل كل شيء في هذه الحياة.. إلا التخلف عن موقف وطني؛ ذلك أن الوطن مثل الشرف لا يرجم ولا يقذف... وهو يحتاج للغضب. حيّرتنا قطر تلك الجزيرة النائمة على ضفة الخليج.. وأقول العربي، فقط كي أذكر قادتها وساساتها وملح الصحراء فيها أن الأرض في الجزيرة تنطق العربية الفصحى... فلماذا يموج وزير خارجيتها العتيد في الحضن الفارسي تارة ومن ثم الإسرائيلي تارة أخرى ومن ثم الأمريكي في معظم المرات؟ حيّرتنا قطر.. ومصدر الحيرة هو أن للدول مواقف، بينما الشركات تحكمها الأدوار وحجم البيع وسعر السهم، وقد صارت السياسة القطرية، منذ أن وصلت عبقرية طويل العمر سدة الحكم عبر انقلاب خارق، صارت مثل سياسة الشركات القابلة للإفلاس في أي لحظة.. فهي ترتمي بأحضان أي شريك جديد في سبيل إنقاذ الاسم أو حفظ ماء الوجه أو حتى الإبقاء على المبنى. المشكلة أن قطر في شراكتها دائماً تطرق باب الشريك الضد أو المفلس، فهي تارة ترتمي في الحضن الإيراني فقط من قبيل مناكفة دولة مثل السعودية وتارة.. تستقطب قادة حماس، وفي مرات يصل انعدام الحياء إلى دفع الثقل كاملاً في سبيل إحضار (نواز شريف) من سجنه ودعوته على مأدبة لحم بعارين، ثم وضعه في خانة الترقب والحذر، فلم يكن استقطاب الرئيس الشيشاني الذي عجزت عن حمايته.. أو تآمرت بقصد أو دون قصد عليه، وتركته للاستخبارات الروسية سوى درس لكل القادة الذين تجاذبوا أطراف الحديث مع (طويل العمر) حول شراء (المها) لتركها في صحراء (العديد) طرائد لجنود القواعد الأمريكية القابعين على أرض ليس فيها حشد أو رباط وما فيها سوى الملح والغاز. بينما آخر ما تبقى من الكرامة حمل في صناديق الذخيرة على طائرات أمريكية إلى إسرائيل لذبح شعب لبنان.. لو أن الدوحة.. تحمل في تاريخها البطولي شهادة ميلاد (سليمان الحلبي) لقلنا إن لقطر تاريخاً مجيداً في البطولة.. ولو أن عائلة طويلة العمر استشهد فرد منها على بوابة (الدفرسوار) لقلنا إن ثمة تاريخاً من التضحية يؤهل تلك الإمبراطورية لهذا الدور. لو أن آل ثاني الكرام قدموا شهيداً على أرض فلسطين.. للزمنا الصمت وقلنا إن الحق كل الحق في صالح وزير الخارجية كونه ابن عائلة غارقة في الشرعية حتى وإن اعتراها بعض الانقلابات. تلك هي قطر.. القابعون في (العديد) و (السيلية)، ونبرئ شعبها الطيب من قبح ساستها ومن خلافات زجوا بها غدراً وجوراً. حيّرتنا قطر.. تلك الصبية الصغيرة القابعة على ضفة الخليج العربي بمواقفها، أعرف أن ساستها أو مشايخها يطمعون بدور في المنطقة.. بغض النظر عن شكل الدور أو لونه أو حجم الدولارات التي فيه.. ولكن السؤال هل يؤخذ الدور بالتنكر لملح الجزيرة والمواقع واللغة..؟ هل أخذ الدور يتم بالتآمر على كل ما هو عربي من محاولات زرع الفتنة داخل النسيج الاجتماعي السعودي إلى قيام قناة مشبوهة بفرد تغطيات واسعة (لهوشة) حدثت بين الأقباط والمسلمين في مصر وحتى التآمر على مرشح الجامعة العربية في الأمم المتحدة فقط؛ لأنه يحمل الجنسية الأردنية؟ هل أخذ الدور يتم بمحاولات من وزير الخارجية القطرية لاستلام زمام المبادرة العربية في إنهاء الحرب على لبنان وجميع الوزراء العرب المجتمعين في بيروت يدركون أن هذا الوزير كان بمصاحبة العائلة الكريمة في منزله على شاطئ تل أبيب يمارس الاستجمام.. قبل ساعتين من الاجتماع. هل أخذ الدور يتم.. بشحن قناة الجزيرة.. لتشويه الدور الأردني السعودي المصري في العالم العربي وتسميته بدور الشريك الرخيص، عبر استقطاب (عزمي بشارة).. على قناة الجزيرة وزجه في الردح والشتيمة وأحياناً في تحليلات أبعد ما تكون عن الواقع..؟ قد لا تكفي صفحات الجرائد للأسئلة عن قطر.. وأجزم أني أستطيع أن أطرح أسئلة ربما يصل حجمها على الورق أكبر من حجم قطر نفسها.. ولكن نحن محتارون حقيقة في الزمن الذي تصبح فيه الخيانة موقفاً، والخائن شريفاً، وتتقزم دول عمرها في التاريخ آلاف السنين وتكبر بعض البلديات.. لتصبح شركات غاز مسال ومشايخ ويصبح الملح فيها نقياً طاهراً.. كل ما في الأمر... هو أن البالونات وإن زاد حجم الغاز فيها.. إلا أن مصيرها في النهاية الانفجار..
|
|
|
| |
|