علاء الدين المولى
دمشق: اتحاد الكتاب العرب 2007
بعد التأسيس النظري في المقدمة يقدم الباحث خمسة عشر فصلاً نقدياً متتبعاً إنجاز قصيدة النثر ومحاكمة تجربتها وامتحان مقولاتها نقدياً، كما يتبع الباحث النشأة والتحول ويتوقف عند المفاصل الأساسية لقصيدة النثر ويعتمد على محاكمة غربتها وامتحان مقولاتها نقدياً مما يجعله ينتج الأسئلة النوعية في معالجته النظرية ومن خلال الشواهد يناقش الباحث قصيدة النثر منذ سوزان برنار وحتى عصرنا هذا محاولاً الكشف عن التداخل والتباين بين النظري والتطبيقي لا سيما في الشعر السوري والعراقي واللبناني.
يبدأ المؤلف بمحاولة الكشف عما أسماه (أزمة المرجعية ومرجعية الأزمة) وان قصيدة النثر (ضد نفسها) وعبثية، يبدأ مع بيان انسي الحاج الذي دعا إلى الهدم في كتابه (لن) عام 1965 والذي لم يرَ في التراث الشعري إلا القافية والوزن ووصفه بأنه رجعي ومنحط ولم يتحفنا بأكثر من قصيدة فرنسية مكتوبة بلغة عربية أو مرسومة بالحرف العربي، ومليئة بمفردات عصبية ثم يثني على أدونيس الذي كان أكثر تحوطاً مع مصطلح قصيدة النثر فسمى (قصائده) غير الموزونة (كتابة الشعر نثراً) أو نصوصاً أو (شكلاً من الأفق الكلامي) كما فعل مع المزامير في أغاني مهيار الدمشقي.
ويصل المؤلف إلى أن مأزق قصيدة النثر متعلق بمأزق الأمة في نكستها وهزيمتها وحداثتها الزائفة التي قصرتها على الشعر فوقعت في مجموعة من الأوهام حددها أدونيس بثلاث: وهم الزمنية بمعنى الاعتقاد بأن الحداثة مرتبطة بزمن بينما هي خصيصة تكمن في الإبداع الأصيل ووهم المغايرة مع القديم ووهم المماثلة مع الغرب باعتباره مصدر الحداثة.
يقع الكتاب في (238) صفحة من القطع العادي.