تأليف: إمام عبدالفتاح إمام
القاهرة: نهضة مصر 2007
يتتبع الكتاب تطور الديمقراطية في الأحقاب التاريخية المختلفة والتحولات التي طرأت على مفاهيمها الأساسية وهي تحاول أن تصلح نفسها بنفسها.
ويؤكد المؤلف في سياق هذا التتبع أن الديمقراطية لم تكن يوماً تجربة غربية، فهي تجربة إنسانية محضة، كانت ولا تزال تتشكل طوال التجارب الكثيرة التي خاضها الإنسان.
ويشير المؤلف: (رغم الأصول اليونانية للديمقراطية إلا أنها تطورت تطوراً بعيد المدى حتى أصبحت تختلف جذرياً عن التجربة القديمة مما يجيز القول إنه لم يبق يونانياً منها سوى الكلمة) تناول الكتاب في الجزء الأول منه الديمقراطية المباشرة وهي التي أخذت بها مدينة أثينا متطرقاً إلى عيوب هذا النوع من الديمقراطية.
كما يتناول ثلاثة أفكار أساسية تتعلق بالديمقراطية وهي الشعب والحرية والمساواة.
ويعرج الكتاب إلى الحديث عن مشكلات تتعلق بالديمقراطية، متسائلاً: (هل يمكن الأخذ بالديمقراطية في جميع المجتمعات بلا تفرقة أم أنها شكل خاص من أشكال الأنظمة السياسية يحتاج إلى مجتمع معين؟).
وبعد استعراض مجموعة من التوجهات المختلفة يشير المؤلف إلى أن الاستبداد هو أكبر معوقات الديمقراطية وهو يقف حجر عثرة في سبيل تطور المجتمعات.
إن المعيار الحقيقي لوجود الديمقراطية في مجتمع ما ليس وجود مجموعة من الأفكار المهمة والمبادئ الديمقراطية في دستور هذا المجتمع وإنما هو ممارسة الناس الفعلية لهذه الأفكار والمبادئ والحقوق..). لذلك يؤكد الكتاب على أهمية الوعي السياسي للمجتمعات باعتباره الأساس في التطبيق الفعلي للديمقراطية.
ومن هنا يشير المؤلف إلى ضعف إمكانية نجاح التطبيق الديمقراطي في الدول النامية في ضوء انخفاض مستوى الوعي بين مواطنيها.
لا بد من الاعتراف بأن الديمقراطية في مثل هذه المجتمعات سوف تتعثر وتقع في كثير من الأخطاء وسوف يعاني الناس معاناة شديدة من تطبيق هذا الحكم الذي لم يألفوه.
ويختتم المؤلف عرضه بتناول مظاهر أخرى لغياب الوعي السياسي ومنها الخلط بين الأخلاق والسياسة وهو خلط -كما يقول المؤلف- ورثناه عن العصور الغابرة عندما كانت المفاهيم الأخلاقية مدمجة في العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع في غيبة القوانين.
يقع الكتاب في (159) صفحة من القطع المتوسط.