في ملعب كرة القدم وفي لحظة دخولي إلى المدرجات وسط زحام الجمهور وهيجانهم المخيف أخذت أبحث عنها في كل زاوية فلم ألحظها، على الرغم من أنني كنت أتوقع وجودها هنا! فقد كنت على لهفة بأن أراها وأن أسعد بوجودها هنا في هذا الملعب الجميل، وكنت حريصاً على أن يراها جميع الحضور علها تأسرهم بجمالها وروعة ملامحها..
فحضورها سيضفي على هذا الملعب لمسة جمالية تزيد من جماله وروعة تصميمه.
كما سيكون لحضورها أكبر الأثر في نفوس الجميع أياً كانت أذواقهم وميولهم الرياضية، ولكنها ليست هنا!!
خطر ببالي أن أسأل من هم حولي عنها ولكنني وبعد أن رأيت ملامحهم المتشنجة وخشونتهم التي تترجمها نظراتهم الحادة وحركات أيديهم التي كانت تلوح هنا وهناك وبشكل عشوائي وغير منضبط خشيت أنهم لا يعرفونها أو أنهم لم يسمعوا عنها!!
فالجميع هنا منشغلون بمتابعة المباراة وما ستؤول إليه نتيجتها. وكانت أصوات الجماهير الحاضرة أشبه ما تكون بمن يزيد النار حطباً حتى اشتعل الملعب بحماس اللاعبين واهتزت جنباته بضرب أرجلهم التي لا تكاد تكف عن الركض لحظة واحدة! ولكن ذلك كله لم يمنع بصري من أن يتنقل بين زوايا هذا الملعب وبين الجماهير والإعلاميين وإداريي الفريقين على أمل أن أراها ولكن دون جدوى.
وبعد نهاية المباراة وما رأيته من صراخ الجماهير (الهستيري) واضطراب اللاعبين وهياج بعض إداريي الفريقين وغضب بعض الصحفيين الذين ظهروا وكأنهم مشجعون يتحسرون على هزيمة فريقهم تأكدت من عدم حضورها، بل إنني أيقنت أن هذا المكان لا يناسبها إطلاقاً.
فكيف لها أن تدخل إلى هذا المكان في ظل رفض الحضور لها الذين لمست منهم ذلك (التشدد) الذي حرمها من أن تحضر إلى الملعب وأن تشارك في هذه المباراة.
ولكنني لم أفقد الأمل، وسأبحث عنها مجدداً
ًلعلي أراها في ملعب آخر.
