وجاء أبي ليقتلني
ليخبرني
لقد زوجتك الليلة
لقد أهديتك الليلة
إلى كهلٍ عميق الجيبِ
شهمٍ من جماعتنا
كعادتنا
فأمري ليس من أمري
أنا معروضة للبيعِ
عمري صار مبيوعا
سأحيا دونما عمري
***
هنا بدأت معاناتي
غصصتُ
دخلتُ في صمتي
تبعثر داخلي دمعي
ركبتُ ولست في وعيي
على رعبي
لأسألهُ عن الآتي
نسيتُ حديث كراسي وفرشاتي
دخلتُ نوافذ التخمين
حين نظرتُ مرآتي
أحدثها
حديث الصمتِ
أسألها؟
ترى من ذلك الآتي؟
من المجهولِ
للمجهول يخطفني
ترى؟
من ذا الذي بالمال يملكني
ترى؟
من ذا الذي بالجاه يسلبني
يغلفه ظلام الليل
لا سمع ولا بصر
يعرفه يقربه إلى ذاتي
***
دخلت للحظتي العمياء
والأفكار تجلدني
وعقرب ليلتي السوداء
يلدغني
دخلت لغرفتي
قفزت علي جميع ألعابي
تقبِّلني وتحضنني
وتبكي مثل أحبابي
وسارت موكبا للحزن
يعبر ثائراً بابي
وداروا حول ثوب أبي
جثوا يسترحمون أبي
بكى دبدوب والأرنب
وقامت دميتي تشكي
براءة دمعة الألعاب
تخشى من تفرقنا
وما زالت طفولتنا
فثار أبي وكسر كل ألعابي
فيما يصغي لدمعتنا
كعادتنا
***
وسال الخوف من ثغري
أبي
من جاء يطلبني؟
أأعرفه؟
أيعرفني؟
متى سيزور منزلنا؟
لأرسم بعض عالمه
وأنسج من معالمه
قرارا سوف يجمعنا
جميعا أو يفرقنا
فقال أبي كعادتنا
لقد أعطيته الكلمة
وأنتي يا بنتي (انكتمي)
ولا كلمة
فرأيك ليس يعنيني
ورؤيته محال في قوانيني
فهذا الشيء يفضحنا
وليست تلك عادتنا
دعيني لا تناجيني
أبي مهلا
لماذا لا أرى رجلا
سيملك كل أيامي؟!
سأحيا بين كفيه
وأقبر بين كفيه
أليست تلك شرعتنا؟!
أبي ها أنت تقتلني
ولا تعلم
أبي ها أنت تشنقني
ولا تعلم!
بحبل سمه إن شئت (عادتنا)
***
بليلة مأتمي
عرسي
دخلت لقبر أحلامي
فليلة عمري الأولى
تمرُّ كيوم إعدامي
نظرت إليهِ
والتاريخُ يفصلنا
كنهرِ النارِ يحرقنا
تُرى
هل ضمنُ عالمهِ؟ اهتماماتي
ترى آهاته المرضى
تشابه جمر آهاتي؟
نظرت إليهِ
مثل فُزاعة نُصبت على حقلي
فليس يمر من قلبي
وليس يمر من عقلي
بسر الحبة الزرقاء يستجدي
شبابا لم يعد يجدي
وقبل الفجرِ جاءِ الموتُ يطلبهُ
لينقذني من القهرِ
هناك شعرتُ أن الفجرَ عادَ يلوحُ في فجري
بكيتُ بكيتُ من فرحي
لأني عدت من قبري
لعل أبي سيدرك أنني امرأةٌ
نفاها دون أن يدري
لعل الدمع في عينيه يجري
ليته يجري
أيقتلني ويعرضني لبيع مرة أخرى..؟
إلهي ليتني أدري..؟