أخي القارئ الكريم:
هل سألت نفسك يوماً لماذا نقرأ بعض القصائد ثم نجد أنها لا تستحق الوقت الذي قضيناه في قراءتها؟
إن الشاعر هو من إذا قرأت قصيدته أو سمعتها حركت شيئاً ولو بسيطاً من مشاعرك، ذلك أن فيها روحاً وروحها هو الصدق في العاطفة أو المدح أو الرثاء أو الوصف.... إلخ، ثم جودة السبك واختيار الألفاظ.
والسرّ في أن البعض يقرأ قصيدة وهو من متذوقي الشعر فلا يجد لها أي أثر في نفسه ولو كرّرها؛ ذلك أن من كتبها ناظم وليس بشاعر، فبعض القصائد كأنها من (المتون الشعرية التعليمية) المعروفة في السابق في الفقه والنحو وغيرهما؛ لأنها كتبت للتعليم فقط؛ لذلك سماها السلف (متون أو منظومات) ولم يسموها (قصائد) مع أنها في قالب شعري؛ فالوزن والقافية (جسد) والصدق في المضمون (روح).
أما النثر فمن الناس من يسبك بجودة نثره حتى كأنك في بستان ليس كالبساتين تنتقل بين أشجاره وتسمع خرير أنهاره وأصوات أطياره وتقطف من أزهاره، وتلك هي البلاغة النثرية التي قد يغار منها الشعراء، فكلامه فيه الشعر وليس فيه جسده.
علي بن صاحب العمري
dorar@saudi.net.sa