الأستاذ الفاضل علي بن صالح السلوك شافاه الله قامة ثقافية وأدبية لها من شموخ السراة وعبق التاريخ وسمو المعرفة ومن صفات العلماء والباحثين الجادين الكثير والكثير عاش للثقافة زمنا لم يكن هناك من يهتم بالثقافة ومن يسعى لها، جاهد كثيرا في سبيل الحصول على المعلومات الصحيحة والآثار الأدبية الصادقة ليبني بها مشروعه الثقافي، لم يغره بريق الجاه ولم تشغله وجاهة المنصب بذل الكثير من عمره في خدمة مشروعه الثقافي الذي يعجز عن القيام به رهط من البشر كانت الباحة اهتمامه العملي من خلال عمله ومنصبه وكان الجانب الثقافي عنده الأهم في خدمة المنطقة لم تشغله مسؤولياته عن التنقيب عن الأخبار والحكم والأمثال والقصائد في صدور الرجال في كل أجزاء المنطقة، قطع أودية وجبال الباحة بحثا عن مصادره، تنقل كثيراً في أرجاء المنطقة بحثا عن قصيدة أو مثل او حكمة لم يثنه عن عمله هذا تباعد المسافات ولم تعيقه وعورة الطرق بل كان مسافرا في طلب العلم بين قرى وهجر وجبال وسهول الباحة متنقلا بسرور وفرح للوصول الى مبتغاه وهو جمع موروث الباحة الشفهي وحفظ المأثورات الشعبية والأدبية لمنطقة الباحة بعد ان قام مبكراً بتأليف معجمها الجغرافي أرخ للباحة تاريخاً راقياً من خلال كتبه تجد صدق الحديث والنوايا في أعماله حيث اعتمد كثيرا على الصدق في منقولاته من خلال ذكر أسماء مصادره والتعريف بهم وعدم التنازل عن فكرته رغم معوقات كثيرة يجدها من يسعى لمثل هذا وذلك لتعدد الرواة ولاختلاف المشارب ولانتشار القبائل على مساحات شاسعة من المنطقة رغم صعوبة الانتقال في ظل ندرة وسائل النقل في زمن مضى ومع كل هذا جمع الكثير من الفنون الشعبية في مكتبته وحضر الكثير من المجالس وسجل الكثير من أفواه الرواة قبل أن يقوم بإصدار موسوعته التراثية والتي تعتبر المرجع الوحيد والاهم في ثقافة الباحة على السلوك عرفته من أفواه الرجال شاهداً ومرجعاً في الكثير من أحداث المنطقة ومرجعاً للكثير من آدابها وفنونها لا يخلو مجالس من مجالس الأدب بالباحة من الاستشهاد بجهد الرجل وعمله وإن كان هناك في زمن هذا من يغفل ذلك عن جهل بأهمية التوثيق وإرجاع الفضل لأهله أو ممن خالطهم الحسد والحقد على نجاح الرجل وتفرده وتميزه ولكن تظل الغالبية من دارسي الأدب ومن المهتمين به يكنون للسلوك الكثير من الاحترام والتقدير ويعرفون له فضله ومكانته عندما تقرأ ما كتبه تعلم مدى الجهد المبذول في جمع هذه الكنوز الأدبية الشعبية وتعلم القدرة الفريدة والصبر الكبير الذي امتلكه لتدوين كل هذا لم يكن السلوك استثماريا لأدب الباحة وفنونها بل كان موثقا وحافظا لها من الضياع له منا الشكر والتقدير والدعاء على هذا الجهد المتميز في خدمة الثقافة بالباحة وخدمة المثقفين من خلال تدوينه لهذه الموسوعة التي تحمل من أخلاقه وأدبه الكثير وقبل أن اختم لعلني أعرج على الإنسان علي السلوك الذي يتحدث الجميع عن إنسانيته من خلال الأدوار التي كان يقوم بها اجتماعياً ولعل ما قام به من خلال عمله بالإمارة شاهد له حيث كان مرشدا وناصحا وصادقا لكل من استشاره أو أشركه في قضيته او شكواه في سبيل إنهاء قضيته ومساعدته والبحث له عن الحلول الإيجابية ومعاقبة من يتوانى من الموظفين عن خدمة المواطنين ولعل الجانب الاجتماعي ليس بخاف عن أحد وتشهد بذلك له قريته قرن ظبي التي غدت بتعاونه مع جماعته قرية نموذجية في التعاون والتكافل والتواصل الإنساني والاجتماعي كم من أبناء الباحة يذكر ويتذكر مواقف السلوك الإنسانية معه كان محباً للخير والعدل والصدق وتلك هي من شكل شخصيته الاجتماعية التي كان لها القبول عند الجميع بالباحة فلا يختلف اثنان على فضله وكرمه وخلقه وأثره وتأثيره على السلوك علم من إعلام الوطن ثقافة وأدبا وعطاء وعلم من أعلام الباحة انسانا له الحضور في كل ميادين الحياة بالباحة مسؤولاً ومثقفاً ومصلحاً وأديباً له أيادي بيضاء على كل من اقترب منه.
نسأل الله جل وعلا أن يجعل ما قدمه من أعمال ثقافية وأدبية واجتماعية في موازين حسناته وان يكتب له الشفاء والعافية إنه ولي ذلك والقادر عليه.
غرم الله حمدان الصقاعي - الباحة
Ghms3@hotmail.com