لقد ساءني ما حدث في الأندية الأدبية من خلافات شخصية بين الأعضاء، وقد كان سببها التباين في وجهات النظر المتفاوتة.
لذلك لا بد لوزارة الثقافة والإعلام من موقف واضح لما يحدث في هذه الأندية من مهاترات وانتقاء مصالح شخصية؛ لأننا في غنى عن كل ذا، وليعلم الجميع أن النقد البناء الهادف الهادي هو الذي يثري العمل الأدبي ويسهم في تطوير الكاتب لذاته، وهذا يتحقق من خلال تفاعل الأدباء أنفسهم من بعضهم البعض، وتجلي روح الحزبية عن عقول هؤلاء، وهذه دعوة مفتوحة لكل الأدباء والكتاب في المملكة لتبني هذا الطرح، لأن ساحاتنا الأدبية سواء على الإنترنت أو عبر الصحف ثرية بالمواهب الشابة المفعمة بالنشاط، علماً أن صفحات الصحف والملاحق هي المتنفس الذي وضع كل منا رحاله فيها، وليضع على صفحاتها مشاعره وهمومه وخلجات نفسه.
ويستمتع بما سطره غيره من نفائس ودرر، هي في الواقع مدرسة للحياة، ومن المسلم أن كل شيء يحتاج إلى تطوير وتحديث حتى يتقدم ويستمر.
لذا فإنني فكرت في طرح هذا البعد الإستراتيجي للنهوض بالأندية إلى القمة، وجعلها متنفساً للصغار قبل الكبار، وذلك بعد إذن المسؤولين عن الثقافة ولتتسع صدورهم لذلك وهم كذلك، وهناك بعض التطويرات من حيث الأدوات المساعدة للشخص في تنمية مواهبه لا تخفى على الجميع وجميل أن نطور ذاتنا وأن نلتقي بأعمالنا وأن نكون رابطة أدبية مصغرة.
وقد طرحت قبل سنة تقريباً مشروعاً يقوم على وضع معايير يتقدم لها كل من يود أن يكتب أو ينتسب للأندية الأدبية؛ لكي تتبنى أعماله وتنشر، وهذه المعايير متوفرة في الكثير من الأدبية الإلكترونية وبكثرة.
أما إن بقي الحال كما هو فستكون هناك هتافات كثيرة ووداعات جنائزية لكثير من الأدباء الصغار الذين تركوا كل شيء يرحل في سلام رغم كل ما آلمهم وكتبوه في رسائل استغاثة إلى المسؤولين واعتراضات متحمسة نوعاً ما، وكل ذا بحثاً عن سرمد لتسألوها وكل ذا من أجل نشاطٍ أفضل، ومنهجيةٍ أكثر مناسبةً لفن الأدب الإسلامي السعودي، ومن أجلِ عزل اللهجةِ العاميةِ وفصلها عن لغةِ الأدبِ الحقيقية.
لذا لا بد أن نتبادل المقترحات ونسعى إلى سبل تنفيذها بالتعاون الجاد بين الوزارة والمثقفين بعيداً عن الطائفية أو الحزبية.
والبعد عن سوداوية الرؤية وحالة الإحباط.
والسعي الجاد إلى تجاوز فشل المحاولات؛ لأنه فشل للهدف المقصود.
وهناك من البدائل ما يغنينا عن المطلوب
أنا هنا أوجه دعوة لعمل خطوة عملية.
وذلك لإلغاء مجالس إدارات الأندية الأدبية الحالية وإعادة صياغة نظام يبين لائحة الأندية الأدبية ويرتب هيكلة نظامها وإقرار نظام يبين لائحة الأندية الأدبية من جديد وفق معايير جادة للمضي بالأدب الإسلامي إلى معالي القمم.
سدد الله الخطى وبارك في الجهود والله من وراء القصد
عبد الله عبد الرحمن العايد - جدة
shabib22@hotmail.com