عندما وقفت على بعض نصوص (كما القلق يتكي الجمر) أدركت بأن هذه النصوص هي في الواقع مقالات مضغوطة لا علاقة لها بالفن القصصي، وإلا عدنا إلى قراءة الفرق بين النص المقالي والنص القصصي.. أيهما أكثر ارتباطاً في الحياة اليومية وتمثيلاً لها. أين الفن من كل هذه الثرثرات المضغوطة التي تكرس المعنى من جوانب معينة؟ هل المقالة لها ارتباط بالفن أم مجرد تحريض على تكريس أو تسجيل حادثة معينة والقصة أين مجال خدمتها للحالة الاجتماعية التي انطلقت منها؟ والسؤال الأهم: هو أين المتعة في القراءة والكتابة القصصية من هذه المعالجة؟! سؤالي إلى القاصة هيام المفلح أين ذهبت معالجتها القصصية في مجموعاتها السابقة الناجحة ومواقفها من ذلك الواقع الذي استقت منه تلك النصوص المبدعة.. ألا تشعر بأنها مسحت ذلك الموقف وابتعدت عنه كثيراً في هذه المقالات القصيرة جداً؟! بصراحة.. لا أجد أي ارتباط بين هذه المقالات والقصة (طويلها أو قصيرها) إنما إخفاء ستار من الابتعاد من هذا الفن. إن المتعة التي نحسها ونحن نتلمس الأحداث في تضاعيف القصة المفقودة تماماً في هذه المقالات القصيرة التي لا علاقة لها بفن القصة اطلاقاً، وعلى الزملاء التوقف عن المضي في هذا التيار ومع أن الفحص يكاد أن يشل الاتجاه ويجعله يدور في حلقة ليست مفرغة، فإن الخيال المتماهي مع الواقع ينزرعان في طريق الإبداع الفني، والقراءة تكرس المعلومة وتزيد من شمولية عطائها حتى لا تبدو جبلاً يصعب ارتقاؤه، والعنوان يحرق السهولة ويضاعف من لسع تكوينها؛ فالقلق يتكي جمراً وكفى اشارة إلى عمق القلق الذي يجتاح طوايا النفس العالقة بالمجهول الذي لا يكف يحتصن المعنى المقارب، تتعدد القراءات وتتسع الزوايا لتتفتح الأصداء على العديد من المعاني التي تتراشق من قريب تارة ومن بعيد في تناهٍ جانبي ومن الأعماق لتعطي أكثر من معنى معقداً مبتعداً عن مجال الفن الأدبي الأصيل ومندفعاً في طرحه مشكلات جانبية بعيدة عن الواقع الفني الذي ينطلق من المجال القصي، وهو بهذا الاتجاه يضر بمسيرة الفن القصصي والأدبي بصورة عامة التي نسعى إلى تجذيرها واقعياً انطلاقاً من التوجه في الحفاظ على هذا الفن العالمي الذي يتزاحم العالم في تأصيله في الفنون الأدبية المختلفة ولست أرى أي نجاح في طرح مشكلات جانبية على هيئة قصة قصيرة جداً لا تكرس الفن القصصي الأصيل وإنما هي أقرب إلى العبث الكتابي في هذا الفن ومعذرة للتعليقالسريع على هذه المجموعة للكاتبة المبدعة هيام المفلح.