على قدر ما نعشق الفن التشكيلي ورؤيته وممارسته، على قدر ما نسعد بخدمته والمشاركة في نشره، فليس أجمل من ممارسة هذا المجال سوى العمل والسعي الحثيث لإمتاع الآخرين بمخرجاته.
وفي الفترة الأخيرة سعدت بخدمة شريحة مميزة من الفنانات التشكيليات السعوديات من خلال محطة الرياض للمعرض العشرين لنتاج تشكيليات مرسم القطيف أو مركز الخدمة الاجتماعية بمحافظة القطيف، هذا المرسم الذي أضاف للحركة التشكيلية المحلية العديد من المتميزات من ممارسات التصوير التشكيلي كحميدة السنان وخلود آل سالم وتغريد البقشي ومنى المروحن وغيرهن الكثير.. ممن كن أو سيكون لهن - بإذن الله - بصمة واضحة في تاريخ الفن السعودي المعاصر.
ولعل الجانب الإيجابي الذي تُشكر عليه بصدق وزارة الثقافة والإعلام هو في استضافة التشكيليات بمرافقة أعمالهن، مما يتيح فرص الاحتكاك لهن مع زميلاتهن من تشكيليات الرياض، سواء من خلال الندوة المزمع إقامتها اليوم الاثنين على شرف صاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي آل سعود، إحدى أهم رعاة وداعمي الحركة التشكيلية المحلية، أو من خلال الورشة الفنية التي تقيمها صاحبة السمو الأميرة أضواء بنت يزيد بن عبد الله آل سعود مالكة ورئيس مجلس إدارة معهد المهارات والفنون حيث يُقام المعرض.
هذا النشاط سوف يتيح المجال للقاء والمحادثة وتبادل الآراء ونقل التجارب الفنية وإثراء التجربة التشكيلية للمشاركات.. وهو هدف يجب أن يكون ضمن أولويات جميع الأنشطة التشكيلية أو أغلبها على أقل تقدير، فإذا كنا نستمتع بزيارة معرض أجنبي أو عربي في الرياض فإن متعتنا تكون أكبر من خلال لقاء التشكيليات أنفسهن، ونبلغ قمة السعادة لو سنحت لنا فرصة الممارسة الجماعية لهذا الفن الراقي بين ثقافتين متنوعتين ومختلفتين.
ولعل وزارة الثقافة والإعلام وبوعي بأهمية هذا الدور لدى وزيرنا المحبوب الدكتور إياد مدني ووكيله للشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل، لعلها فتحت لنا هذا الباب على مصراعيه من خلال الأسابيع الثقافية التي شهدتها مدينة الرياض هذا العام والأنشطة المماثلة التي خلقت جواً ثقافياً وزخماً ثرياً لم نشهد مثله منذ زمن بعيد.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244