لا يزال الدكتور عبدالعزيز الخويطر يواصل نشر مذكراته الشخصية أو سيرته الذاتية منجمةً، حيث اختصت الأجزاء الثلاثة الأولى بالطفل حتى ربيعه الثاني عشر في مدينته (عنيزة)، وعرض الجزءان الرابع والخامس حياة الصبي في مكة المكرمة، وجاء الجزءان السادس والسابع ليمثلا مرحلة الدراسة في (مصر) محملين بالذكريات والصور والخطابات والوثائق التي تشير إلى استعداد مسبق لدى (أبي محمد) لرواية حكاياته في البعثة ودارها، وسكنه وعلاقاته بزملائه، والمقالب التي حفل بها الجزءان الثريان، وتناولا الحياة اليومية من مسكن ومشرب ومطعم، وأوضح الجزء السابع أكثر علاقاته الحميمة بأخيه الدكتور حمد وابن عمته الأستاذ الشاعر والكاتب الإنسان عبدالله القرعاوي، رحمه الله، وسواهما، ولعل هذه الأجزاء وما يتلوها تمثل قراءة مهمة للتاريخ الشفهي غير المعروف، ومنه يمكن تقديم قراءات اجتماعية وثقافية لمجتمع كان في طور الانتقال من العزلة والجهل والفطرية إلى المجتمع المركب المتصل بالعالم الذي استطاع خلال سنوات قصيرة في عمر الزمن أن يصل أبناؤه وبناته إلى الذرى الثقافية والاجتماعية والسياسية.