تنحو حالتنا الشعرية المحلية منحى التجريب الذي لا يصل إلى مستوى واضح من النضج، وإلى قدرة عالية من البقاء والصمود.. فالشعر في مراحله الثلاث (الرواد) و(المجددين) و(الحديث) لا يزال يراوح بين الاجتهاد الفردي، والمقاربات النقدية الانتقائية عند بعض الدارسين الذين لا يكلفون أنفسهم عناء المتابعة والاستقصاء.
ذاكرة الشعر مثقوبة، ومراحله مشوّهة، فالرواد من أمثال عبدالله بن إدريس، ومحمد فهد العيسى لم يلقوا أي عناية أو اهتمام، وكذلك صحوة الشعراء المجددين من أمثال حمد الحجي وسعد البواردي الذين تقطعت بهم سبل الأضواء ولم يعد انتاجهم الشعري إلا من قبيل التجريب، فيما تأتي تجربة جيل الحداثة من أمثال عبدالله الزيد، وأحمد الصالح، وعبدالله الصيخان، ومحمد جبر الحربي.. هؤلاء وإن كانوا في بؤرة الأضواء إلا أنها تجربة لم يصل مداها أو تشكل تمرحلها الحقيقي إذ نراها وقد قامت على الضوء الإعلامي والفسحة الهائلة في النشر في وقت تُغيَّب فيه الحالة النقدية والرؤية الاستقصائية عن مجالها الحقيقي في المناجزة والكشف والتمحيص مما يعطي للمتلقي شعوراً بأن الشعر لدينا يعاني من ثقب في الذاكرة وإمحاءٍ أو تداخلٍ في المراحل.