التغييرات الأخيرة في لجان أو أقسام الفنون التشكيلية في فروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون على درجة من الأهمية، ذلك أنها تواكب المتغيرات التي تشهدها الساحة الثقافية بشكل عام والتشكيلية بشكل خاص. مجلس إدارة الجمعية الجديد وبالتالي خطط هذا المجلس وتصوراته المستقبلية، والجمعية التشكيلية للفنون التشكيلية التي قد يعلن عن اجتماعها التأسيسي قريبا. إذا فمن الطبيعي ان تقوم جمعية الثقافة والفنون بهذا التغيير الذي طالما انتظرته الساحة.
حافظت الجمعية في تشكيلها على أسماء وأزاحت أخرى وبعد ان كان القسم يديره شخص واحد أحسنت الجمعية التنويع وتحديد ثلاثة أسماء بصفة عضوية اللجنة بجانب اختيار مقر للجنة من نفس الأسماء.
بدأت الجمعية تشكيلها بلجنة تكونت في مركزها الرئيسي رأسها بداية الفنان الراحل محمد السليم وتركها ليتعاقب عليها عدد من الأسماء كان بينهم سعد العبيد وفهد الربيق وعثمان الخزيم وأخيراً ناصر الموسى وفي الإحساء كان اسم محمد الصندل إلى فترة قريبة ثم محمد الحمد الذي لم يزل ضمن عضوية لجنتها وفي الطائف كان هاشم المهنا وفي الدمام كان محمد الصقعبي الذي ترك اللجنة بعد عام واحد ثم علي عيسى الدوسري فكاتب السطور أعقبه علي الصفار وأخيراً عبدالعظيم الضامن الذي خلفه ميرزا الصالح وإبراهيم فلاتة وزمان محمد واختير مقررا للجنة.
في الفروع الأخرى بقيت أسماء كحسن عسيري ومحمد الحمد في الإحساء وفي أبها وأضيفت أسماء والواقع أنها جميعا من أبناء الساحة المعروفين الذين يمثلون جيل الشباب في معظمهم مطعمين بخبرات بعض الأسماء الأكبر سنا وخبرة.
الأنشطة والمعارض السابقة وخلال قرابة الثلاثين عاما التي كانت الساحة تحت إطار موحد ومتشابه من الامكانات المتاحة لم تكن كما كان منتظرا وفي الأعوام الأخيرة كان هناك شبه ابتعاد عن أنشطة الجمعية واقتصرت على أسماء شابة وأحيانا مبتدئة. قامت أقسام الفنون التشكيلية في فروع الجمعية منذ أواخر السبعينات الميلادية وبعد إنشاء الجمعية بدور هام نحو الحركة التشكيلية في المملكة خاصة ما يتعلق بالعروض الشخصية التي استثمرت هذا النشاط، لكنها لم تمنح النشاط المنبري التشكيلي إلا القليل جدا، فالتركيز كان على العروض الجماعية التي انتشرت في مدن المملكة ومعها لم تكن للجمعية قاعات عرض خاصة طيلة عمرها وفي هذا تساؤل عن مقدار الاهتمام - مستقبلا- بهذا الجانب الذي أهملته الجمعية وكانت معارضها تتنقل بين أماكن مختلفة بعضها متواضعا.
أرى ان من أهم الاولويات التي يجب ان تضعها اللجان الجديدة ودعما من المركز الرئيسي ان تعمل لإنشاء قاعات عرض خاصة بها، ولتكن القاعات على قدر من التهيئة والاكتمال الذي يُرغّب الفنانين ويشجع الهواة والمبتدئين، والجهد الذي تبذله بعض الفروع لإنشاء قاعات في مقراتها هو جهد طيب وحلّ شيئا من إشكالية عدم وجود قاعة مختصة أو خاصة في أماكن أكثر ملاءمة للأسباب الكثيرة التي لا تنتهي -كالامكانات المالية المحدودة أو عدد الفروع الكثيرة التي يجب ان تُعامل بالتساوي أو غير ذلك - وبالتالي تستصعب الجمعية إنشاء القاعات وتُترك لاجتهادات الفروع وبالتالي كانت أن سعت بعض الفروع لإنشاء قاعات في مقارها المستأجرة وهو إشكال مع كثرة انتقال الفرع لأكثر من مقر، ولنأخذ فرع الدمام مثلا. الجانب الآخر الهام مع التغيرات الأخيرة هو كسب الأسماء التشكيلية الكثيرة التي ابتعدت عن الجمعية لسبب أو لآخر فقد خسرت الجمعية ومنذ سنوات فنانين كثيرين بعضهم على قدر من الأهمية وبالتالي كانت أنشطتها اقتصرت على أسماء محددة عكست مستوى العروض حتى الخارجية التي نظمتها في الأعوام الأخيرة، مع ذلك أرى أهمية ان تؤسس الفروع من خلال لجانها الجديدة لعلاقة وتعيد الثقة إلى الفنانين والفنانات وان تكون أنشطتها أكثر اهتماما بالفنانين وملاءمة لمستوياتهم ومكانتهم، وان تترك بعض لجانها حالة التسلط التي كان بعض رؤسائه السابقين يتخذون من موقعهم مدخلا أو منفذا لها.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244