قال الشاعر الكبير عمر أبو ريشة - رحمه الله -:
لم تزالي على ممر الليالي
موئل الحق يا عروس الرمال
الحديث عن مكة المكرمة حديث ذو شجون، حديث عن النفس، حديث عن الحب الكبير، لأنها مهبط الوحي ومأوى أفئدة المسلمين الذين يأتون إليها من كل فج عميق.. ومن مكة المكرمة وبخاصة من أروقة الحرم المكي الشريف انطلقت مسيرة التعليم والكتاتيب والمدارس والبعثات الخارجية حتى انتشرت هذه المسيرة المباركة في جميع مدن المملكة، وقد أدى هذا التطور والنشاط الأدبي والثقافي والعلمي إلى اتساع العمران حتى وصل إلى المشاعر المقدسة والشرائع والعمرة.. وهذه التوسعة الكبيرة في داخل مكة المكرمة شيء جميل مفرح.. ولكن بيت القصيد من هذا المدخل أن القادم من جدة إلى مكة لم ير فيها شيئاً ملفتاً يشرح الصدر أو صرحاً علمياً كجامعة أم القرى أو إسلامياً كرابطة العالم الإسلامي أو قرآنياً كمقر دائم لمسابقة القرآن الكريم التي مضى عليها أكثر من ثلاثين عاماً، أضف إلى ذلك بعض الجماليات والمناظر الإسلامية التي تعطي بهجة وسروراً وتشد الزائرين والمعتمرن والحجاج إلى حرم الله الآمن المطمئن. أرجو أن نرى عاجلاً أم آجلاً صرحاً أو صرحين على مشارف مكة الكرمة.. وما ذلك على الله بعزيز.
مكة المكرمة