لا تزال الأندلس وحواضر مدنها مجالاً غنياً يهرع إليه الباحثون الذين يحنون إلى عبق تاريخ هذا الفردوس المفقود، وأيامه، وولادته وابن زيدونه؛ لمزيد من البحث والدرس في نشأته، وازدهاره، ومحاولة فَهم عوامل سقوطه في ظل انكشاف مصادر جديدة من تراث هذا الجزء العريق من أصقاع العالم الإسلامي.
والكتاب يبحث في تاريخ مدينة مالقة منذ كانت خاضعة لحكم اليونان والرومان قبل الإسلام، ثم الدور الذي قامت به في عهد بني أمية، وما صارت عليه من أهمية بعدئذ في عصر ملوك الطوائف إلى أن أضحت العاصمة الثانية بعد غرناطة في عهد بني نصر، مدة تزيد على قرنين ونصف القرن من الزمان.
كما يعرج على بيان الدور الذي قامت به مالقة في ميدان الحضارة الإسلامية، والذي امتد تأثيره إلى مختلف مناحي النشاط الإنساني الذي لا تزال بعض آثاره ماثلة للعيان، كما كانت بالأمس البعيد شاهدة على أمجاد المدينة وحضارتها.