من خلال مئات النصوص المنبثة في تضاعيف المصادر التراثية القديمة، وما كُتب في مراجع حديثة، وما أُثبت من نصوص على مخطوطات قديمة في مكتبات العالم - شرقية وغربية - استطاع المؤلف أن يقدم صورة واقعية للدور العظيم الذي قام به الوقف، على مدار القرون، في تشييد بنية المكتبة العربية؛ حيث شارك الواقفون، من حكام ووزراء وعلماء وأفراد، في مساندة مسيرة العلم، وأتاحوا المعرفة لطبقات المجتمع كافة، وقد أثبت المؤلف - بما لا يدع مجالا للشك - أن المكتبات الوقفية سبقت المدارس النظامية من حيث إتاحة مصادر التعلم للناس، وبسط المعرفة لهم دون تمييز.
والكتاب - في طبعته الثانية - يحفل بكثير من الإضافات من أعمال وقف عليها المؤلف بعد صدور الكتاب في طبعته الأولى، وهذه الإضافات مما يعزز الرأي الذي نادى به دوماً من ضرورة تفعيل دور الوقف في عالمنا المعاصر حتى يمكننا الحفاظ على الإنجاز الأجمل في تاريخ الإنسانية: المكتبة.