افتتح هذا الأسبوع المعرض الخامس للفنانات التشكيليات الذي تقيمه وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية منذ فترة، رغبة منها في إتاحة الفرصة للفنانات التشكيليات بالظهور وتشجيعهن في فترة كان حضور الرجل يزحزح تواجدها بل يكاد يلغيه في بعض المعارض. وفي قراءة سريعة لذلك المعرض من خلال المشاركات يمكن ملاحظة تغير في نمطية وأداء وحضور الفنانة التشكيلية أحاول إيجازها في التالي:
تتجنب عدد من الفنانات التي لهن حضور في محفل دولي أو أكثر المشاركة في مثل هذه المعارض، ربما بسبب اعتقادهن أن المسابقات التي تصاحب مثل هذه المعارض تقلل من تصنيفهن أو لا تتناسب مع مكانتهن، خصوصا وأن الجوائز المعدة مادياً تقل عن سعر بيع أي عمل من أعمالهن، ولكن ربما تناسوا أن الغرض ليس ماديا، وأن لوجودهن نوع من رد الجميل للوزارة التي تمثل الوطن، وخدمة لزميلاتهن في توفير فرص الاحتكاك والتعلم بل يكفي التعريف الذي يحصل من خلال تلك المشاركة بهن سواء للواعدات أو الجمهور الذي قد لا يتابع مشاركاتهن الخارجية، وقد يكون هناك عذر لدى البعض منهن في عدم المعرفة لضعف التواصل، أما البعض الآخر فلم يمنعهن سوى الخبرات غير الجيدة في التعامل مع إدارة الأنشطة سابقاً حسب ما سمعته من عدد من الزميلات.
نجد أيضا أن الوضع مُبشِّر إلى حد كبير من خلال ظهور أسماء جديدة بدأت تعطي انطباعا جيدا عن مستوى أداء الفنانة السعودية، بشكل يؤكد ما كنت أردده من حيث تفاوت مستوى أداء الفنانة السعودية عبر الأجيال الثلاثة، فقد ظهرت في الجيل الأول بحضور منافس، ثم أخذت مشاركاتها في التضاؤل كماً وكيفاً أمام الفنانين العائدين من أوروبا أو خريجي معهد التربية الفنية آنذاك، بينما نرى اليوم في فنانات الجيل الثالث أو الرابع في تقدير البعض، حضورا أقوى للمرأة، ذات الثقافة والرؤية والعمق والتي تعكس أعمالها فكرا وممارسة ووعيا وأثرا للاحتكاك.
أخيراً وللمرة الثالثة خرج ما يسمى بمجال الفنون الرقمية عن دائرة التحكيم للجوائز، فهل المشكلة في وضع شروط المشاركة؟ أم أن نوعية المشاركات لم تكن بالمستوى الإبداعي في الفكرة ولم تخرج عن إطار التجارب الحاسوبية والتي لا تتوازى في ثقلها مع المخرجات الفنية الأخرى؟.
msenan@yahoo.com
الرياض