يتجاوز قيام الجمعية السعودية للفنون التشكيلية العامين منذ تم الإعلان عنها في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض وبعد أن اجتمع عدد كبير-تجاوز المائة- من الفنانين التشكيليين والفنانات التشكيليات في أواخر شعبان من العام 1428 لانتخاب مجلس إدارة الجمعية التي تم الاتفاق على اسمها وكان المنتخَبون عشرة من الفنانين والفنانات ليُضم إليهم ثلاثة من الأسماء فيما بعد، ثم كان قيام جمعية المسرحيين فالفوتوغرافيين والخطاطين، وأخيرا رسامو الكاريكاتير قبل أشهر، وكلها مرت بالإجراء الذي أنشئت عليه جمعية التشكيليين.
قبل أيام تم التصريح من قبل معالي وزير الثقافة والإعلام عن تجديد العمل في مركز الملك فهد الثقافي الذي أشهرت فيه الجمعيات فقد نقلت بعض وسائل الإعلام أن معالي الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجة اعتمد”ارتباط مركز الملك فهد الثقافي بصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام، والتوجيه بتطوير آليات عمل المركز، وتوفير احتياجاته، وتحديث أجهزته بوسائل حديثة متطورة، ومضاعفة الاهتمام ورفع مستوى أداء الصيانة والنظافة واقتراح تنظيمات جديدة تحقق هذه الأهداف”. والمركز تمت تهيئته لكثير من المناسبات المحلية الكبرى إلا من قاعة العرض (التشكيلية) التي لم يكن فيه مكان خاص تتجه إليه أنظار منظمي المعارض فالاختيار يتم حسب المناسبة والرغبة والبهو متسع وكبير ويحتاج إلى الاستاندات التي تعلق عليها الأعمال الفنية ولكن دون ترتيبات مكتملة من حيث الإضاءة على سبيل المثال، أما المركز فهو أحد الصروح (المباني) الكبيرة والضخمة التي تعتبر إحدى الواجهات الثقافية في العاصمة الرياض.
الإعلان الأخير من قبل معالي الوزير يتجه -كما تناقلته بعض الصحف- باستكمال أو إضافات تكفل للمركز مكانة وخدمة أكبر، وهذا ترك عدة أسئلة تتعلق بتصريحات أسبق حول المراكز الثقافية وكانت تصريحات تحتمل التخمين عن مصير الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون بفروعها والجمعيات المتخصصة التي تم إنشاؤها مؤخرها وذكرتها في بداية حديثي إضافة إلى الدور الذي تقوم به وكالة الوزارة للشؤون الثقافية.
خضعت هذه الجمعيات لعملية انتخاب وهي التي كان يطالب بها بعض الأدباء تجاه الأندية الأدبية التي تم تعيين أسمائها لفترة محددة هي أربعة أعوام على أن هذه الأربعة أعوام توشك أن تنتهي وقد انتهت فترة مجالس إدارة بعض الجمعيات وتم التمديد لها من قبل معالي الوزير،ولم تزل جمعية الثقافة والفنون برئاسة الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية.
ومع الوضع المقبل بقرب انتهاء مجالس إدارة بعض الجمعيات والأربع سنوات للأندية الأدبية، تزداد الأسئلة عن مصير الجمعيات، خاصة إنها لم يخصص لها ميزانيات كما كان مأمولا ومنتظرا بعد إنشائها وبعد كل التمنيات المعقودة على دورها في الاضطلاع بالنشاطات الفنية في المملكة ومن بين ذلك إنشاء فروع لها وأمور أخرى كانت ستأخذ بالنشاط التشكيلي وغيره إلى منطقة أكثر ازدهارا وحيوية فالعمل الثقافي مثل كل الأنشطة يحتاج إلى ميزانيات تكفل نجاحه واستمراره بقوة، ولا يمكن العمل وفق ما كانت ولم تزل تعمل به الجهات التي أسهمت حينها وفق إمكانات ووفق معطيات مرحلة تأخرنا في دعمها كثيرا والمنتظر قادما يحتاج إلى دعم لا يتمثل فقط في ان نقيم معرضا شخصيا أو جماعيا فالأمنيات كانت كبيرة، بينها المطبوعات بكل اشكالها(كتب أدلة مناسبة مجلة متخصصة نشرات) وغيرها، والمشاركات الخارجية وإرسال الفنانين للاحتكاك الخارجي والاستضافات المحلية والعربية والأجنبية والاقتناء والمتحف وقاعات العرض كلها متطلبات لا اعتقد أن المركز الثقافي أو الإعانات المحدودة تساعد أو تسهم في تحقيقها.
أتمنى أن تكون المرحلة القادمة وهي لاشك مرحلة أراها (منعطفا) تاخذ في الاعتبار كل المتغيرات والطموحات التي طالما سعينا لتحققها وعندما كانت الجمعية التشكيلية كنا نقول لعله أول الغيث ولم نزل نتمنى ان يكون كذلك فالجمعية بمقدورها القيام بدور حقيقي وفاعل عندما توكل لها المهام المدعومة بالمال الكافي، لم يزل الأقل بين ما يصرف على أوجه أخرى.
نحن في مرحلة ليست فقط إعلام، إنما (ثقافة) يدعمها إعلام، وبالتالي تحتاج إلى الخطط والميزانيات التي تقدمنا إلى الخارج مثلما الداخل بعمل حي ومواكب نصل به إلى كل العالم للإفصاح عن ثقافة محلية تواكب الانجازات الثقافة العالمية.
aalsoliman@hotmail.com
الدمام