لم يكن ترشيحي من قبل نادي القصيم الأدبي لحضور مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث بالرياض من 27 إلى 30 ذو الحجة العام 1430هـ لم يكن هذا الترشيح مفاجئاً لي أبداً.. بل كنت أتوقع مثل هذا الترشيح من قبل نادي المنطقة كوني على اتصال دائم بالنادي منذ أكثر من عقد من الزمان.
وفي فترة (ما) من علاقتي بنادي القصيم الأدبي، كنت أغطي - مجاناً - أمسيات النادي وأنشطته لصالح الصحف اليومية لذا ربما جاء الترشيح كمكافأة معنوية على ما قدمت.
انطلقت مع خمسة عشر أديباً رشحهم النادي ما بين شاعر وناثر إلى الرياض، حيث المؤتمر حاملاً بين جنبي طموحاً لا يحد ونفساً تواقة إلى الاختلاط بمثقفين ومثقفات من السعودية ومن خارج السعودية، ولم أهدأ لحظة واحدة وأنا أتردد ما بين فندق هوليدن إن ازدهار، حيث إقامة الضيوف ومركز الملك فهد الثقافي حيث فعاليات المؤتمر. وما بين هذين الموقعين تعرفت على كثير من الوجوه التي أعرف والتي لا أعرف، ولعل اللقاءات التي كانت على هامش المؤتمر هي الأجمل، ففي الفندق وتحديداً في إيوانه الثقافي كانت تدور مناقشات وتطرح آراء وقصائد بقيادة الشاعر المثقف محمد عابس الذي حمل (المايكرفون) متنقلا بين المشاركين، فانطلقت انتقادات حادة قوبلت بردود ساخنة تمس المؤتمر وتصل إلى عمق قضايا الثقافة والأدب.
أما محاضرات المؤتمر ففي معظمها اكتفيتُ بالسماع دون أن أعكر هدوء صمتي بمداخلة أو تعليق..
لكن الفرصة كانت متاحة لي بعد ذلك في صالة المركز لألتقي بالكتاب وبالمرأة معاً، حيث أقيم معرض للكتاب لإصدارات الأندية الأدبية وبعض دور النشر المحلية، وكان اللقاء بالنصف الآخر في الصالة من المثقفات سهلاً ومباشراً دون أي حواجز أو توجسات..
ولم تكن الإثارة التي تحصل في بعض المحاضرات لتغيب عن أسماعنا ونحن في خارج القاعة، خصوصاً حين يتلاقى المحافظون والمتحررون، إن جاز التعبير.
لقد ذهبت شاباً مفعماً بالحيوية والنشاط لكنني عدت من المؤتمر شيخاً كبيراً قد تجاوزه الزمن حين التقيت - وأنا الشاب الفتيّ - بأدباء شبان في الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب داخل الوطن..
فكان عليّ أن أتلطف معهم وأجاريهم فيما يؤملون ويريدون من وزارة الثقافة ومن الأندية الأدبية وحاولت إقناع بعضهم بأن ما يريدونه سابق لأوانه ولا يمكن أن يتحقق في القريب العاجل على الأقل.. وأنا أنظر إلى تلك المبدعة (الوحيدة) التي اقتحمت مجلس الرجال حاولت إفهامها بالنظرات أنها وقعت في محذور كبير وارتكبت بفعلتها تلك جنحة لا يقبلها المجتمع لو علم بذلك..!
ولكن المجتمع لا يزال لاهياً في (الأسهم) والعقارات منشغلاً بمطالعة الكرة وجيبه عن مطالعة الكتب وتقييم واقع الأدب السعودي الذي بدأ يتنفس وينتعش في ظل قيادة وزير هو في الأصل مثقف وأديب وشاعر موهوب.
بدر عمر المطيري
نائب رئيس جماعة الشعر في نادي القصيم الأدبي
baderomar2@hotmail.com