من عايش النتاج الفني أو قرأ عنه أو اطلع عليه من خلال أعمال الفنانين السعوديين في فترة الثمانينات والتسعينات الميلادية من القرن الماضي، ثم قارنه بأعمال اليوم، قد يرى اختلافاً كبيراً في نواحٍ متعددة، ربما يتركز في نقطتين، إحداهما بالطبع إيجابية، بينما الأخرى للأسف أعتبرها سلبية.
أما النقطة الإيجابية فهي النمو المنطقي ومواكبة التيارات الفكرية الحديثة في العالم، والانتقال من فن الإتقان إلى فن الفكرة لدى البعض، وانتشار العمل الفني السعودي وتصنيفه من خلال دور المزادات العالمية، مما أدى إلى نمو الحس الاستثماري لدى فريق من رجال الأعمال محلياً لدرجة أوصلت سعر بيع بعض القطع في مزاد في دبي إلى 3 أضعاف التوقعات الفعلية.
وهو حدث يسر بالفعل، ويضاف إلى منجزات الفعل الفني البصري المحلي، ولكن هذا الفعل أتى على يد مجموعة محددة من فناني المملكة الذين تواكبوا فعلياً مع الحداثة في الفنون العالمية، واستطاعوا نقل حضارتهم وثقافتهم بأسلوب فني عال يرقى بالذائقة دون طمس الهوية، وربما كان هذا سبب تميزهم.
وعلى النقيض تظل فئة تنحدر بنا شكلياً وفكرياً في أعمالها الفنية، بما لا يتناسب مع المكان والزمان، فلا تزال بعض المعارض سطحية في الشكل والمضمون الفكري في أعمالها المعروضة، بل نجد التباين في الفكر بين معرض وآخر لعدد من الفنانين المشاركين أو إعادة تدوير لأعمال قديمة مللنا أسلوبها وتقنيتها المنسوخة من الآخرين، هذه المجموعة يتبين خللها عندما نقارنها بأعمال فناني الجيل الأول والثاني والذين نشطت مشاركاتهم في الثمانينات وبداية التسعينات الفنية، الجيل الذي وقف واستوقفنا على أعماله ذات الطابع الأصيل في الفكرة ومضمونها وفي الشكل وعناصره، بل تذكرني هذه المقارنة بتباين الأفلام المصرية القديمة مع الحالية، أو الطرب الأصلي ومزامير اليوم... وللحديث بقية.
msenan@yahoo.com
الرياض