يستهل الشاعر محمد إبراهيم يعقوب ديوانه الجديد «جمر من مروا» بمقطع وجداني للشاعر الإسباني لوركا متيقنا بأن الشعر لا يزال في أوج عطائه، وبهاء مشهده، حتى أن القارئ يطالع العنوان بشيء من اللهفة والتأمل العميق لسبر كُنه هذا التعالق بين العنوان ومدخل الديوان (مقطع لوركا) وتفاصيل القصائد التي ظلت تتواتر على نحو غرائبي مدهش يسمح بالتقاط الخطاب العام
...>>>...
كان ذلك المساء الشتائي غارقا بتجاعيد المكان، الذي أطبقت عليه السماء بفيض من مياه كانت مؤجلة سنة كاملة، قرية الحمادة التي تبعد عن العاصمة ستون كي لا لا تبلغها سيارات الشحن الصغيرة إلا بشق الأنفس، تدون ميلاد السماء، وهي تصوغ تاريخ الوجوه وترسم خطوط الأقدار على أديم أرضها الخصبة، رقية ابنة عمشاءِ الحيد لا تزال ضامرة الحشا لم يطوق جيدها غلالة بعد؛ اثنتا عشرة سنة العمر الكافي لتتحمل جزءا من أعباء
...>>>...