النسب ذو أهمية بالغة ودلالة بينة ضاربة في أغوار الشريعة. والنسب يعرف به المرء أياً كان ليستدل به على أصله من: حدود، ومدن، وقبائل، وأفخاذ، وصنعة. وأصل هذا لازم معرفة النسب لصلة الرحم وقسمة التركات وبذل المعروف وأداء الأمانات والحقوق والواجبات.
وأكرم الخلق ولا جرم أتقاهم لله سبحانه وتعالى، وليس هذا باب هذا لكن صاحبكم جلبه هنا من باب: (ما يعرف يذكر) و(ما نفع فيه يكتب)، وإلا باب مثل ما أكتبه الآن الرقاق ومطولات الأحكام، وإنما (المعجم) إنما هو لبيان غور معاني اللغة ودلالة المفردات على دواخلها للوقوف على معانٍ لابد منها، ومن هذا أبين ما يلي على سبيل مرقوم:
(1) النسب: هو ضم إلحاق ياء مشددة يستدل بها على النسبة المراد آخر الاسم.
(2) أو هو: إلحاق الاسم آخره بياء مشددة للدلالة على معرفة نسبة العلم.
(3) وذلك مثل: بُخارى- بخاري، يمن - يماني، سبع - سبيعي، غاط - غاطي، شرق - شرقي.. (وهكذا).
(4) ويلاحظ أنه يلزم من هذا الآتي:
أ- أن يلحق الإعراب (ياء النسب).
ب- أن تكون (الياء) مشددة.
ج- حذف هذه الياء المشددة لكن بعد أحرف ثلاثة، وهذه تقتضيها ضرورة الإعراب لها مثل: قلم فيقال: قلمي، باب: بابي، مالك- مالكي.. (وهكذا).
وهنا ضرورة أن ياء النسب في حال الاسم المنقوص لابد من ملاحظة أمر مهم في ذاته مما يدل على أن اللغة (موهبة ربانية..).
فإن كانت الياء هي: الحرف الرابع فإنه يجوز لك أن تحذفها ويجوز قلبها (واواً) شريطة فتح ما قبلها وذلك نحو:
ماض فيقال: ماضي، وماضوي. ضام - ضامي، ضاموي.. (وهكذا).
على أن النسب في هذا يطول أوفيه حقه خلفاً..
إلا أنني أحب لك قارئي العزيز ما أحبه لنفسي ولهذا تراني أورد لك الآن ما استحسنته لعله يضيء شمعة نسير من خلالها إلى سبل لابد من معرفة سلوكها. ومن هذا فاللغة اليوم خاصة (ياء النسب) تعتبر علماً مغيباً بحد ذاته وإلا فهالك أمثلة تلد على أن المسؤولية لم يلق لها بال نحوها وأيم الحق، فخذ:
وسوف تلاحظ عند استعراض أي من (ياء) النسب الملحقة آخر الأسماء اليوم أنه يعتريها عجمة جاءتها من تداخل اللهجات وطغيان العاطفة وذهاب السليقة إلا ما شاء الله تعالى.
الرياض