مفهوم النقد هنا يعني كل عمل يتعلق بالعالمية والتذوق المعنيين بالأدب الذي يشكل جزءاً مما يدعى تجاوز الثقافة أو التربية الليبرالية أو الدراسات الإنسانية.

ومادة البحث في النقد الأدبي هي الفن, ومن الواضح أن النقد بعض من الفن ايضاَ. وهنا يبدو وكأنّ النقد شكل طفيلي من التعبير الأدبي.

ومن بين أسباب وجود النقد بأن الناقد رائد التثقيف وصائغ التقاليد الثقافية. وهناك سبب آخر وهو أن النقد يستطيع أن يتكلم في حين أن كل الفنون خرساء. ومن هذه الفنون الموسيقى والرسم والنحت. نتوصل بذلك إلى أن هذه الفنون تستطيع إظهار جمالها ولكن لا تستطيع أن تقول شيئاً.

وعندما ننتقل إلى مفهوم الشعر كما عرفه نورثروب فراي

الشعر هو الاستعمال المنزه للكلمات, ويقصد بذلك التنزيه عن الاستخدام لأغراض علمية وغير نافعة.

هنا نطرح سؤالاً:

ما موقف الناقد من الشعر؟

موقف الناقد من الشعر أنه لو دور في توضيح ما يقوله الشاعر يتبيّن من ذلك أن ليس معنى ذلك أن الشاعر لا يعرف عما يتكلم, بل إنه لا يستطيع التعبير عما يعرف .. ويطرح نورثروب فراي في كتابه تشريح النقد سؤالاً:

ما ذا لو كان النقد علماً بمقدار ما هو فن؟

وأجاب بأنه ليس علماً محضاً أو مضبوطاً بطبيعة الحال، لأنّ هذه التعابير تعود الى cosmology القرن التاسع عشر التي لم تعد قائمة. ويقصد به - أي علم الكونيات -, علم يبحث في أصل الكون وبنيته العامه وعناصره.

ولكي نقدر الأدب ونحصل على المزيد من الاتصال به، نعود إلى الناقد المعروف مثل لام آرنولد وسانت بوف. ونرى أن مهمة الناقد المعروف أن يمثل كيف يستخدم المتذوق الأدب ويقيمه.

وبذلك يبين كيف ينبغي تمثل الأدب في المجتمع. ويتضح من ذلك العيب البارز في النقد الحديث:

أنه في حالة من الاستقراء الساذج كالتي في العلوم الأخرى مثل الفيزياء والفلك وغيرها, ويتبين من ذلك أن النقد يستطيع أن يصبح دراسة منهجية ما لم يكن في الأدب صفة تمكن النقد من ذلك.