لن أتشدق بفضائل الفارابي ولا حِكم سنقور ، ولكني أتساءل إلى أي مدى نحن متحضرون عقليا أو مدى استعدادنا للتحضر، ما بال قيمنا انكسرت ولم يحل مكانها قيم أخرى أكثر شباباً وحكمة، هل نحن ننزل بمستوى عقولنا إلى ما أسميه الدعاية العقلية ” سأتخطى فضائل الفارابي ، ووحشية فرانكشتاين لأطرح تساؤلاً : هل كون الإنسان متحضراً معناه أنه أفضل من الآخرين؟ بالطبع لا من وجهة نظري، هذا معناه أنه يحتاج إلى صيغ مختلفة للعلاقات، وأدوات مختلفة للتعامل معه، ، لدى قلبي مجموعة أوراق تحوي نصوصا للحياة، مكتوب في كل ضلع من ضلوعي طلاسم غير مفهومة عن الحب، والعاطفة، والمشاعر المتناقضة، والمتكاثرة ك بكتيريا تملأ شقوق قلبي، تراقص أبجدية جسدي المصلوب على شفا حفر أرواح متطايرة تبحث مثلي عن مأوى، فهي تعبت من الدوران والتنقل بين خطوط طول الأمل ودوائر عرض السعادة، حين لا تكون هنا تعلن نفسي الحداد على الفرح، تصمت العصافير عن الزقزقة، وتتفرق الفراشات، يهرب شعاع الشمس من غرفتي، وينسل الضياء خارج حدودي، تنكمش الزهور داخل تويجاتها، وتتوقف الشلالات عن البوح للسهول، يبكي العالم بصوت خافت مسكون بتنهيدات برهافة قلب أم تتسول الحب، ولأني أفيض بمشاعر مبالغ فيها، تخنق القمر وتغضب قوس قزح روحي المطل بين رشات المطر، يذوب جليد عاطفتي تحت شمس الغياب، فيفيض طوفان قلبي ألما، فأهرب إلى البعيد لأترك مساحة بيننا لأحلق صوب نوره الآسر، وعيناه المشمستان طيبة، أقرر أن ألحق ركب الخيال لأتفرج على الحياة من علو ،، ليصبح كل يوم أستقبله حدثاً جميلاً، لأتحول إلى فراشة وأنضم لصديقاتي الفراشات لنرقص حول ينابيع الفراش لنُسعد العاشقين، في أبريل شهر مولدي سوف أتحول إلى فراشة بيضاء.
ملاحظة : ينابيع الفراش هي قصة أسطورية صينية لعاشقين هربا من الظلم فتحولا إلى فراشتين
زينب إبراهيم الخضيري - الرياض