عرفْتُ فيكَ بياضَ الشّمس والقمر ِ
لا بل تفوقُ بياض الشمس والقمر
بهاء ُروحك طفلٌ، في نقاء يَدٍ
تُقَدّمُ الحُبَّ مبسوطا إلى البشر
دعني أغَنّي سجاياكَ التي زُرِعَتْ
في خافقي، فيُغَنّي الدهرُ في أثري!
إني وجدتكَ روحي في تَمَوُّجِها
وأنت بحرٌ من الأصداف والدّرر
لمْلِمْ رصيدَك في الأحباب مُجتهدا
هل تَقْدَرُ الأرضُ أن تُحصِي ندى المطر؟
لَقِيْتُ منك وفاء الغيم منهمرا
على (الرياض)، وعند الفجر والسحَر
هذا صفاؤك نبْتُ الروض ينقشُهُ
لونُ الخزامى، ولونُ العشب والشجر
****
بالله كيف يكون اللحنُ في وتر..
إن لم تكن أنت ذاك اللحن في الوتر..؟!
نقشت َ خطوَك فوق الرمل مُتّصِلا
- على المودة - من (نجد) إلى (هَجَر)
****
أنت الذي إن شكى خِلّ نهضتَ له
وكنت منه قريب السمع والبصر
بَشاشةٌ، وسخاءٌ دونما سَفَه ٍ
ورفْعَةٌ دونما تِيْه، ولا بَطَر
رَمِّمْ بحُبّكَ عبدَ الله أفئدة ً
غليظةً، وامحُ عنها سَوْرةَ الخطر
أنت التواضعُ في أعلى مراتبِهِ
ما أحقر الكِبْر، والمغرور في نظري
هي الخصالُ التي قد شَعّ بارقُها
ودوحةٌ طَلْعُها من أروع الثّمَر
يا صاحبي.. أنت مرآتي ومحبرتي
اقفو خطاكَ، فيحلو الدرب في سفري
ما أكثر الناس إن أحصيتَهُمْ عدداً
ما أندر الصدق بين الصّحْب، والنفر
****
إصدح بعلمك في التاريخ مفخرة ً
وامنح مريديك سِفْرَ الحرف والفِكَر
للظامئين مكانٌ في قُدُومِهُمُ
وللمعارف بيت.. ليس من حجر
عينٌ على المجد.. في مجد يليق به
وخطوة نحو فكر ناهض، عطر
سُئلت ُ عنك، فقلت: النجم في بشر
وباقة من شذى الريحان، والزهر
كُلٌّ تَعَطّرَ منها ما استطاعَ له
يا سيد العطر.. للسُّمّار، والسّهر
رَدّدْتُ من قاع أعماقي، وأوردتي:
عرفت فيك بياض الشمس والقمر!
محمد الجلواح
عضو مجلس إدراة نادي الأحساء االأدبي، والمسؤول الإداريmaljelwah@gmail.com