تتطلع الأوساط العلمية إلى أن تشهد فعاليات الندوة الدولية (قضايا المنهج في الدراسات اللغوية والأدبية: النظرية والتطبيق) التي ينظمها قسم اللغة العربية في كلية الآداب أمّ كليات جامعة الملك سعود، في الفترة من21- 3-1431هـ (7-3-2010م) إلى 25-3-1431هـ (11-3-2010م).
وليس هذا التوجه من قسم اللغة العربية وكلية الآداب بجديد فقد كان الدكتور حمزة المزيني الأستاذ في قسم اللغة العربية هو رئيس اللجنة المنظمة للحلقة العلمية للمنهجية في العلوم الإنسانية في كلية الآداب لعدة سنوات امتدت من 1411هـ إلى 1415هـ. وأما هذه الندوة الدولية فهي ثمرة اقتراح من الزميلات في القسم النسائي؛ ولذلك شكلت لجنة علمية مشتركة بين أعضاء القسم رجالاً ونساءً، ورشحت الأستاذة الدكتورة نورة الشملان لترأس الندوة ولجانها العلمية والتنفيذية. واستطاعت هذه اللجنة أن تستقطب للمشاركة في أعمال الندوة من خيرة العلماء والباحثين المتخصصين في اللغة والأدب ونقده والبلاغة العربية، واستطاعت أن تختار من عدد هائل من الأعمال التي قدمت ملخصاتها أجودها وأحراها بالتقديم.
وتأتي الندوة مواكبة لما تشهده جامعة الملك سعود من نقلة نرجو أن تكون نوعية كيفية لا كمية فقط، وهي تأتي في وقت تمر لغتنا وآدابها بمحنة عظيمة في ظل عصر العولمة وتفجر المعلومات وغلبة اللغات الأخرى على بيئتها ومزاحمتها في عقر دارها وخطف فرص التعبير منها؛ إذ صارت اللغة الأجنبية لغة العلم ولغة العمل والإدارة، ثمّ لم تعد العربية تشكل هاجسًا لأهلها، وكثرة الجراءة عليها، فما عدت ترى متحدثها إن هو تحدث بها يحس خطأه حين يخطئ، ولا هو يأبه إن أحس، وإن من الدواهي أن تجد المبدعين والمبتدعين تكاثروا لما خفّت عليهم المؤنة ورفعت الكلفة فما هي سوى صحف بيضاء يسودها كيف يشاء، وليس مهمًا بعدُ أصحيحة جاءت أم مليئة بالأخطاء.
وتأتي هذه الندوة لتقف وقفة مراجعة لمناهج العلوم اللغوية ومناهج الدرس الأدبي ونقده بعد أن تعددت الطرائق وتشعبت الطرق وتعددت المسالك وتحير الناس بين طارف مستورد وتليد ما عاد يجدي الوقوف عند حدوده والانزواء في حجَراته. وإني لأرجو أن يمتد التفكير إلى مراجعة لمنهج كل ما يمس حياة الإنسان العربي اجتماعًا وأمنًا واقتصادًا وسياسة، ومن غير منهجية صحيحة يكون الفشل والضياع الذي أرانا نحصد ثماره اليوم.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5485» ثم أرسلها إلى الكود 82244
* الرياض