الثقافية - علي مجرشي
طرح الزميل سعيد الدحية الزهراني عبر (الثقافية) في عددها ما قبل الماضي تصريحاً مهماً للروائية الأستاذة قماشة العليان حول اللجان النسائية في الأندية الأدبية بالمملكة، تطرقت فيه إلى اللجنة النسائية في نادي المنطقة الشرقية الأدبي. (الثقافية) تنشر رد الأستاذة فوزية العيوني رئيسة اللجنة النسائية بأدبي الشرقية كما ورد إلينا مع الاعتزاز بكل أطياف وعناصر المشهد الثقافي المحلي. وهنا نص رد الأستاذة فوزية العيوني:
يثار الحديث من آن إلى آخر عن اللجان النسائية في الأندية الأدبية، وعن ظروف تشكيلها، ومن هذه الآراء ما تضمنه حديث الأستاذة قماشة العليان للمجلة الثقافية بصحيفة (الجزيرة) في العدد ما قبل الماضي.
ولقد رأيت أنه من المناسب أن أعرض للقارئ الكريم شيئاً عن خلفية تكوين اللجنة النسائية بأدبي الدمام وعن أنشطتها، بصفتي إحدى عضواتها، في السطور التالية:
في بداية تشكيل مجلس إدارة نادي الشرقية الأدبي، وعقب لقائه مع معالي وزير الثقافة والإعلام، حث معاليه المجلس على (تشكيل) لجنة نسائية مساندة لأعماله، وحيث كانت المرأة (الأديبة والمثقفة) في المنطقة الشرقية مغيبة عن أنشطة النادي، فقد عقد مجلس الإدارة الجديد لقاءً مفتوحاً مع مثقفي ومثقفات المنطقة لرسم برنامج فعالياته. ودار الحوار حول تشكيل (اللجنة النسائية) بالنادي فرأت بعض السيدات أن يعمد المجلس إلى (تعيين) عضوات هذه اللجنة، بينما رأى (آخرون وآخريات) أن يتم تكوين هذه اللجنة بالانتخاب المباشر من قبل السيدات أنفسهن.
وقد تبنى مجلس إدارة النادي الرأي الثاني، ودعا إلى عقد لقاء لهذا الغرض أعلن عنه في الصحف والرسائل ووسائل الاتصال الأخرى. وتم وضع بعض الضوابط لمن ترغب في ترشيح نفسها للعمل بهذه اللجنة، ومنها: القدرة على تخطيط وتصميم البرامج الثقافية وقيادة جماعات العمل، المرونة في التعامل وقبول الآخر. وفي اليوم المحدد كلفت زميلتان متطوعتان بإدارة عملية التصويت من الصالة النسائية، بالتنسيق مع إدارة النادي عبر الصوت حيث تم إعلان الضوابط بشكل واضح للسيدات الحاضرات، فتقدمت ست عشرة سيدة من مجموع الحاضرات، وعددهن أربع وستون، وقد تم استبعاد إحدى المرشحات لصغر سنها. وتحدثت كل مرشحة عن برنامجها للحاضرات لمدة ثلاث دقائق، ثم جرى التصويت حيث أحصت الزميلتان المتطوعتان عدد الأصوات بالمشاركة مع المرشحة نفسها. وهكذا شكلت إدارة النادي هذه اللجنة من الأسماء الستة الأولى التي حصلت على أكثرية الأصوات، بانتخاب مباشر من قبل الحاضرات، ثم انتخبت اللجنة النسائية رئيستها ومنسقتها من قبل هذه المجموعة.
وقد بدأت اللجنة بمباشرة مهامها، حيث تشارك العضوات - عبر الدائرة الصوتية - بشكل أسبوعي في الأنشطة والفعاليات التي تقدم على مدار أربعة أيام من كل أسبوع (لجنة الترجمة - المقهى النسائي - فعاليات الثلاثاء المنبرية العامة - المقهى الرجالي). وحيث إن أنشطة النادي المنبرية تشمل فعاليات المرأة والرجل - عبر الدائرة التلفزيونية - فإن اللجنة النسائية تشرف وتساهم في تقديم ضيفات القسم النسائي، كما أنها تنشط في ترتيب فعاليات خاصة للمناسبات الثقافية العالمية مثل: اليوم العالمي لحقوق الإنسان - يوم الطفل العالمي وأيام المرأة العربية والعالمية، وكان آخر إنجازاتها الكبيرة (مهرجان وقفة ثقافية من أجل غزة على مدى ثلاثة أيام). كما تنتقل اللجنة بأنشطتها خارج مبنى النادي وتتواصل مع مؤسسات المجتمع كدور الرعاية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم، مستهدفة فتيات بأعمار متعددة.
وتقوم اللجنة في بداية كل موسم ثقافي بوضع الخطط والبرامج والأنشطة التي ترى ضرورتها في مجال التربية والتعليم، والخدمة الاجتماعية، والدراسات النفسية والاجتماعية وكذلك الأدبية، وتستضيف من أجل ذلك الشخصيات النسائية، بشراكة متوازية مع أنشطة الرجال، وعبر المقهى الثقافي الأسبوعي تستضيف اللجنة الشخصيات النسائية المهتمة بالنشاط الاجتماعي، كما تقيم الورش الفنية والثقافية المنوعة وتحتضن المواهب الشابة.
ومنذ أن تكونت اللجنة لم ينسحب منها سوى سيدة منتخبة واحدة بعد التشكيل بوقت قصير جداً وكان انسحابها - الذي تم بأخلاق عالية - معللاً بأن طموحها أكبر من مجرد لجنة نسائية.
وفي اجتماعنا برئيسات اللجان النسائية لجميع الأندية الأدبية بالمملكة في أبها صيف العام المنصرم أشادت جميع الزميلات بخططنا وبرامجنا وأنشطتنا حين عرضنا عليهن منهجية عملنا.
إننا ندرك - وهو أمر طبيعي - أن عملية تشكيل اللجنة النسائية بنادي المنطقة الشرقية بانتخاب مباشر من السيدات أنفسهن لم تعجب البعض، خاصة ممن كنّ ينادين (بالتعيين) ثم لم يعجبهن التعيين لأنه يتم عبر علاقات خاصة بالرجال!!، أو ممن لم يحالفهن الحظ حين حصلن على عدد قليل من الأصوات. وما تم كتابته في هذه الملحق في الأيام الماضية عن لجنة نادي الشرقية الأدبي النسائية مؤشر على ذلك، إلا أن الادعاء بتعثر اللجنة عار عن الصحة فالعلاقة الواعية والحضارية التي تربط عضوات اللجنة بمجلس إدارة النادي هي مدعاة للنجاح والإبداع ولو كره البعض لنا ذلك، والجمهور المثقف من النساء والرجال، وكذلك وزارة الثقافة والإعلام هي التي تقيم مدى النجاح والتعثر، عبر ما تعايشه من أنشطة أو تطلع عليه من تقارير.
فوزية محمد العيوني
رئيسة اللجنة النسائية - نادي الدمام الأدبي