إعداد: محمد المنيف - تصوير - محمد الشعيلان

منذ أن تحرك فنانو الدوادمي في نشاطهم التشكيلي بنادي الدرع ونحن نتوقع أن يتمخض عنه شكل من أشكال العمل الجماعي، وإذا كنا لم نصل إلى ما تحقق لهم من إنشاء مجموعة، إلا أننا نجزم بأنهم يشكلون جسدا واحدا وضع لنفسه هدفا ينطلق من عشقهم وحبهم لمحافظتهم ليضيفوا لها بعدا إعلاميا إبداعيا، وحينما تحرك الإحساس الوطني والإبداعي بشكل أكثر كثافة تحول إلى غيمة حبلى بالهتان الذي لا ينقطع فكان لهم تأسيس جماعتهم التي سبقوا بها كل المحافظات في منطقة الرياض وأصبحوا بها منافسين لمن سبقوهم على مستوى المملكة ليحملوا الرقم الثاني في مضمار التنافس في تأسيس الجماعات بعد فناني المدينة المنورة، هذه المجموعة تمثل مصداقية العمل والتعامل لتحقيق هدف مشترك لا يمكن أن يختلف عليه أي منهم، كون المجموعة تمثل وتحمل اسم محافظتهم مما يعني أهمية الحفاظ عليها، مر بالمجموعة فترات من الركود ومر بها مواقف كادت أن تفرق الشمل لكن المؤسسين استطاعوا أن يمسكوا بأطراف الخيمة وبحبال أشرعة سفينتهم فكان لهم أن أعادوا خيمتهم لتظلل عليهم هجير الصيف وسيطروا على قيادة سفينة عطائهم لتواصل مسيرها رغم كل الأمواج.
فنانو الدوادمي يحتفون ببيتهم
بعد جهد مضن استطاع جماعة الدوادمي إيجاد مقر لجماعتهم التشكيلية يلم شملهم ويقربهم وجدانيا وإبداعيا، بمساهمة من الفنان أحمد الدحيم كهدية منه تمثل في منزله الشعبي القديم بعد أن تكاتف أعضاء المجموعة وبعض المؤسسات الخاصة في صيانته وترميمه ليكون مناسبا لعرض الأعمال ومراسم يمارسون فيها نشاطهم تم افتتاحه قبل أيام على شرف محافظ الدوادمي الأستاذ محمد بن سعود الهلال بحضور وكيل المحافظ الأستاذ رشيد الجبرين وبعض من أهالي المحافظة الداعمين. وقد استغل رئيس واعضاء الجماعة الفرصة لشكر وتكريم من كان لهم مساهامت في دعم الجماعة وفي تسهيل سبل صيانة البيت وفي الدعم الاعلامي منهم الشيخ محمد بن عبدالله المهنا والشيخ عبدالله العمير (مطابع دار الهلال) والشيخ محمد بن صالح الدحيم والدكتور محمد بن ناهض القويز والمهندس عبدالله الجاسر (رئيس بلدية محافظة الدوادمي) والأستاذ مشاري بن عبدالمحسن الرومي (مدير ادارة التربية والتعليم بالدوادمي بنين) والأستاذ حسين الحسيني (مدير ادارة التربية والتعليم بالدوادمي بنات) والأستاذ عبدالله الضويان والأستاذ صالح السلوم (رئيس نادي الدرع) والأستاذ خالد بن محمد الحميضي رئيس الجماعة السابق والأستاذ سعد العبيد (فنان تشكيلي) الذي شاكر في تنظيم أول معرض لفناني الدوادمي بالرياض والأستاذ محمد المنيف نائب رئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية المحرر التشكيلي بجريدة الجزيرة التي كانت تسير بخط متواز مع تحرك الفنانين ابتداء من نشاطهم في مرسم نادي الدرع وتواصلاً معه بعد تأسيس لجماعة وعدد آخر من المؤسسات والفنانين أعضاء الجماعة.
***
إطلالة على جماعة الدوادمي
ونحن إذ نبارك للزملاء التشكيليين في الدوادمي هذا الجهد، نشاركهم الاحتفاء بأن نعيد التعريف بهم وبمسيرتهم التي لا يجهلها الا القليل نستخلصها من حوار سبق ان اجرته الثقافية بالجزيرة مع الاستاذ خالد الحميضي رئيس المجوعة في الفترة الأولى من تأسيسها قال فيه ان انطلاقة الفن التشكيلي في الدوادمي منذ الثمانينات الهجرية إلا أنها لم تتعدَ حدود المدارس الابتدائية والمتوسطة، وذلك لوجود بعض معلمي التربية الفنية البارزين آنذاك ومنهم الوهيبي وصالح الراشد ومحمد بن جالي والفنان إبراهيم الصقيران، وكان الفن التشكيلي في ذلك الوقت يقتصر على بعض اللوحات الجدارية في المدارس وفي المعارض المدرسية ان احتكارها في المدارس لم يدم طويلا إذ تأسس مرسم خاص للفنون التشكيلية بنادي الدرع وذلك عام 1402هـ وتم دعمه من قبل لرئاسة العامة لرعاية الشباب باعتباره أحد فروع الأنشطة الثقافية بالنادي وقام على الإشراف عليه الأستاذ عبد الستار منصور من مصر الشقيقة ودام إشرافه على المرسم على مدى عشر سنوات.
***
مؤسسو الفن في الدوادمي
يعتبر مرتادو مرسم الدرع بشكل متواصل مؤسسي الفن التشكيلي المعاصر بالدوادمي وهم الفنانون سعود العثمان وإبراهيم النغيثر ومحمد العبد الكريم وعلي الطخيس وعبد العزيز الرويضان وبعد فترة زمنية ليست طويلة انضم للمرسم عدد من الفنانين وهم أحمد الجنيدل وصالح الرثيع وأحمد الدحيم ومحمد اليحيى ومحمد الصقيران وسعد الصقيران ومتعب عبد الرحمن، حيث كان يتم في المرسم اقامة ورش عمل دائمة وكان المستوى التقني والثقافي عند الفنانين يتطور بشكل سريع عوداً إلى الكثير من الأسباب ومنها أن الفنانين مرتادي المرسم من المؤهلين في مجال الفنون التشكيلية وغالبيتهم معلمين للتربية الفنية في المحافظة.
***
التحرك خارج المحافظة
انطلق أعضاء المرسم باسم مرسم نادي الدرع بالدوادمي إلى المشاركات في المعارض والمسابقات التي تنظمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب وحققوا الكثير من المراكز وعلى أعلى مستوى فيها فقد حصدوا المراكز الأولى على مدى سنوات متتابعة دون منافس فأصبح مرسم نادي الدرع يتربع على قائمة مراسم أندية المملكة لحصوله على نصيب الأسد في تلك المسابقات والمعارض والتي أقيمت ما بين عامي 1404هـ وعام 1414هـ مما حدا بالمسئولين بالرئاسة العامة تقديراً لما حققه مرسم النادي إلى اختيار صالة نادي الدرع لإقامة المعرض العام الثاني عشر لمناطق المملكة عام 1413هـ وهي أول مرة يخرج فيها معرض بهذا الحجم من صالات المدن الرئيسية الرياض والدمام وجدة ويتم افتتاحه على شرف وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب الدكتور صالح بن ناصر وحضور عدد كبير من المسئولين ومن الفنانين لتشكيليين من مختلف مناطق المملكة..
***
تأسيس الجماعة
كانت الفترة ما بين العامين 1404 وعام 1414هـ فترة مشرفة وممتازة لمرسم نادي الدرع وفنانيه فقد تشرف العديد من الفنانين بتمثيل الوطن والمشاركة في المعارض الدولية مما دفع الفنانين نتيجة لتلك القفزات الفنية وتحقيق المكانة التشكيلية محلياً وعربياً لتكون سبباً مباشراً لتأسيس جماعة فناني الدوادمي التي انطلقت عام 1415 بعد عقد اجتماع حضره معظم فناني المرسم في تلك الفترة ومنهم إبراهيم النغيثر وعلي الطخيس وسعود العثمان ومحمد العبد الكريم ومحمد أبو زيد وأحمد الدحيم وبالدود البالود ومتعب عبد الرحمن وثمير العتيبي وتم الانفاق على تأسيس الجماعة وقد بدأت الجماعة بمعرضها الأول في 1415 والذي أقيم على صالة قصر الثقافة بحي السفارات بالرياض وافتتحه سعادة الدكتور عبدالله القويز، كما أقامت الجماعة معرضها الثاني بأبها برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل عام 1416 وأقيم معرضها الثالث بمدينة جدة نهاية عام 1416كما أقامت معرضها الرابع في الرياض صالة التعمير عام 1418هـ الخامس في صالة نادي الدرع بالدوادمي عام 1422هـ السادس أقيم في صالة مركز الملك فهد الثقافي 1423هـ.
في ما بين الأعوام 1415هـ إلى 1423هـ أقيم العديد من المعارض داخل مظلة الجماعة منها الفردي والثنائي والجماعي منها على سبيل المثال معرض ثنائي للفنانين الطخيس والنغيثر بمدينة جدة ومعرض آخر في الرياض معرض فردي للفنان أحمد الدحيم في جدة، معرض ثنائي لثويمر غازي ومنصور المطيري، معرض رباعي للنغيثر والطخيس والعبد الكريم والدريبي، معرض جماعي بمناسبة زيارة وفد من كلية المعلمين بالرياض، معرض فردي للنغيثر بصالة الفوطة بالرياض، معرض جماعي بمناسبة زيارة وفد من رجال الأعمال من الغرفة التجارية.
***
تنوع إبداعات أعضاء الجماعة
تميزت جماعة الدوادمي للفنون التشكيلية بمختلف المجالات ومنها مجال النحت والذي اصبح فيه عدد من اعضائها رواد تأسيس منهم استاذ فناني النحت بالدوادمي الفنان الراحل عبد الله العبد اللطيف رحمه الله الذي حصل من أمريكا على درجة الماجستير في النحت وعمل موجها للتربة الفنية في إدارة التربية والتعليم بالدوادمي وأقام العديد من الدورات وورش العمل الفنية للنحت وتدرب على يده العديد من الفنانين أمثال على الطخيس وعبد العزيز الرويضان وأحمد الدحيم.
***
إعادة ترتيب الأوراق
مع أن العنوان لن يجد قبولاً عند البعض إلا أن الجميع يعلم ما مر بالجماعة من تغير وتبدل كاد أن يشتت شملها وكان لنا في الجزيرة الكثير من الإشارات والتلميحات المطالبة بأن لا تصل الأمور إلى إنهاء المجموع باعتبارها رمزاً وطنياً ورافداً هاماً للساحة التشكيلية على مستوى المملكة مع مثيلاتها الجماعات الأخرى مع اختلاف الهدف ومستوى التحرك ولهذا عادت الجماعة بشكل منظم لتبدأ من جديد ومن خلال المؤسسين الحقيقيين للجماعة بوضع أطر جديدة وآلية تضمن العمل المدروس الهادئ فكان لهم الاتفاق على ترشيح الرئيس الجديد الفنان أحمد الدحيم بعد اعتذار الأستاذ خالد الحميضي وعضوية كل من الفنانين محمد العبد الكريم، إبراهيم النغيثر، سعود الهاجري، علي الطخيس، بالود البالود، صالح الدحيم، محمد الصقيران، تركي الدعجاني، عبدالرحمن السيف، عبد الله العبود، ومن التشكيليات: سهام العبد الكريم، ريم المقرن.
أتت هذه الخطوة الأهم والأبرز في مجال لم الشمل المتمثلة في وجود مكان يلتقون فيه لجمع الرأي والتشاور تمثل في هذا البيت الصغير في حجمه الكبير في ما يحمله من مؤشر لمستقبل أكثر عطاء للمجموعة.
***
تهنئة جمعية التشكيليين
وختاما، يسرنا عبر هذه المشاركة أن ننقل للفنانين في الدوادمي نيابة رئيس وأعضاء مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية التهنئة والتبريكات بهذه الخطوة المتميزة.

***
أخيراً..
الجدير بالذكر أن المقر يشتمل على إدارة ومكاتب للعلاقات العامة والسكرتارية وأجنحة لأعمال الأعضاء توزعت على مساحة البيت الذي أعد بكل مستلزمات العرض.