في العدد 266 من (المجلة الثقافية) الصادر بتاريخ الاثنين 15-11-1430هـ وفي صفحتها (الخامسة) وتحت عنوان في رحاب الاثنينية للكاتبة والأديبة والناقدة الدكتور لمياء محمد صالح باعشن، أستاذ الأدب والنقد بقسم اللغات الأوروبية بآداب جامعة الملك عبدالعزيز، وجاء في المقدمة كرم الأستاذ عبدالمقصود خوجة يوم الاثنين محرم 1430هـ ودعا في بيته العامر حيث يقيم اثنينيته المعروفة والتي ثابر في التأسيس لها والحفاظ على رونقها بهياً مشرقاً منذ ما يزيد على ربع قرن.. الخ وهذه ليست المرة الأولى أو الأخيرة في حياة هذا الرجل والأستاذ المحب للثقافة والأدب وجميع المعارف والعلوم.. فقد دأب منذ زمن وهو يستعيد بتكريمه الأدباء والمفكرين والمبدعين في شتى مهنهم وتخصصاتهم - أبرز معالم النهضة المعرفية والحركة الفكرية لمدارس الأدب والثقافة قبل أكثر من نصف قرن تقريباً.. فالتكريم عمل حسن وجهد جيد ينتظر التقدير والاحترام من قام به خصوصاً إذا انبثق من جهة نظامية متخصصة أو جهاز رسمي معني بهذا الشأن قد توافر عليه المهتمون به والمعترفون بحقائقه ودقائقه في هذه الاثنينية يكرم الكاتبة وقبلها بمدة يكرم الأديب الجفري وتم طباعة أعماله في دورة جديدة خصصت لمحبي ومتذوقي أدبه وفنه- فيا حبذا لو وجدناها معروضة للبيع وفي متناول يد الجميع لتعم الفائدة المرجوة منها- وبعده كرم الأستاذ والشيخ والشاعر وكان آخر ما قرأناه من تكريم الشاعر الأحسائي جاسم الصحيح. فالتكريم كما قال: الأستاذ عبدالرحمن المغربي في إطلالته المكية- صحيفة الندوة عدد 14948 الصادر بتاريخ الأربعاء 24-12-1428هـ.
إن تكريم الرواد هو إضاءة جديدة في مسيرة الاعتزاز بالمقدرات والمنجزات العلمية التي حصل عليها هؤلاء الرواد بعد أن قدموا وأفنوا عمرهم لخدمة وطنهم في أكثر من مجال ومع أكثر من اتجاه.
وما ذكره الأخ وديع فلسطين تحت عنوان (خواطر حول تكريم الأدباء) مجلة (الهلال) المصرية بتاريخ يناير 2005م ص106 إذا رتبت فئات المجتمع من حظوظها في الحياة، فالمؤكد أن المفكرين والأدباء لا يظفرون إلا بأدنى الحظوظ، فقد يشقى الأديب طول عمره ولا يجد إنصافاً، بل لعل الجحود يطارده حتى بعد الممات).. وتحت عنوان (ندوة الاثنينية بجدة) فقد ذكر (سقت هذه المقدمة لأتحدث عن نموذج آخر من نماذج التكريم ابتدعه الشيخ عبدالمقصود خوجة في ندوته الأسبوعية كل يوم اثنين، ولهذا عرفت بالاثنينية والتي يعقدها في جدة منذ عام 1983.. والشيخ عبدالمقصود قارئ جيد بصير وهو المؤهل الأول الذي يستعين به في الحكم على جملة الأقلام في المعمور العربي لا تهمه الأضواء المسلطة بحق أو بدون حق على زيد أو عبيد من الناس ولا يعترف بالتخوم الجغرافية التي تفرق بين الأدباء والمفكرين، بل يعتبر الساحة الثقافية وطناً واحداً فيلغي بذلك كل الهويات المدونة في جوازات السفر ويعامل ضيوفه من الأدباء والمفكرين باعتبارهم رموزا تنتمي إلى أسرة واحدة.. فإن دنيا عبدالمقصود خوجة قد اتسعت وتجاوزت هذا العالم إلى أي بقعة يعيش فيها شاع أو مفكر أو أديب حتى، أستراليا، وحتى البرازيل وتعتبر أوروبا (فركة كعب) بالنسبة لهذا العالم المترامي الأطراف) إلى آخر ما كتبه الأخ وديع عن هذا الأستاذ عبدالمقصود وعن اثنينيته التي تجاوزت الزمان والمكان.. واتصالاً مع هذا الموضوع فقد ذكر الاستاذ علوي طه الصافي ص7 من المجلة الثقافية عدد 86 الصادر بتاريخ الاثنين 24-10-1425هـ تحت عنوان وجيه الأدب والثقافة ويقصد بذلك الأستاذ عبدالمقصود خوجة هذه الصفة التي سمعت الناس يطلقونها عليه قبل أن التقي به شخصيصاً في جدة عدة مرات سواء في اثنينيته الأسبوعية في منزله هذه الاثنينية التي ارتبط اسمها بيوم الاثنين حيث يتحول وقت حضورها بعد صلاة العشاء إلى ملتقى الوجوه الأدبية والثقافية والصحفية والاجتماعية ويتم فيها الاحتفاء بتكريم رائد من رواد حركتنا الأدبية التي كانت لهم بصماتهم المؤثرة على صفحات تاريخ هذه الحركة.. وفي واجهة ومواجهة صحيفة الجزيرة ص22 عدد 11126 الصادر بتاريخ الأحد 13-1-1424هـ حوار مانع ولقاء جيد ومفيد مع صاحب الاثنينية أجراه إبراهيم عبدالرحمن التركي مدير التحرير لشؤون هذه المجلة الثقافية، حيث ذكر عن الاثنينية: ليست ناتصفية الحسابات والطعن في الظهر مئة سبة ما شقت قميص: أيتسع صدري لكل الآراء أنا متشائم.. ونحن أمة عاهات! والآن وبعد هذا التطواف البسيط والتمركز المتواضع حول هذا الأستاذ المثقف والوجيه هل حفل صاحب هذه التكريمات بتكريم يتناسب ومكانته الفكرية والاجتماعية على غرار ما يقوم به تجاه الآخرين من المفكرين والمبدعين وفي أي مجال كانوا أم يظل التكريم مرهونا بمن أسهم في مناشط الثقافة الورقية أو الحراك الصحفي أياً كان نوعه أو بعد وفاة الشخص المراد تكريمه فلا أدري هل العطشان يستفيد من نزوله الماء عدة مرات دون أن يشرب منه.. ربما مستقبلاً نسمع وخصوصاً لمن كرمهم بما يعود عليه بمعنى التكريم وسلوك الشراكة الثقافية ويتم الاحتفاء به كرمز لا يمكن التغافل عنه أو تناسيه باعتبار أن ندوته الاثنينية مؤسسة ثابتة الأركان لها تقاليدها غير المكتوبة ودستورها المستمر من مبادئ الضاد السامية ونظامها الذي لا تحيد عنه فغايتها النبيلة هي اختيار كل من يستحق التكريم من هذا المعمور العريض حسب ما ذكره وديع فلسطين ص 107 من المجلة المذكورة.
واصل عبد الله البوخضر
الأحساء