دائماً ما نتمنى للضيوف إقامة ممتعة..!
ثم نودعهم بعد لقاء قصير نرجو لهم حظاً طيباً..
نمسح آثارهم الباقية عن ممرات بيوتنا بسرعة غريبة وكأننا نخشى أن يبقى غبار الحنين فيقتل ما تبقى لنا من صبر..!!
نضم في صدرونا الملامح البسيطة التي يسهل نسيانها!
من الحكمة ألاّ نتعلق بالأشخاص المرتحلين كثيراً..
الذين لا نعرف متى يموتون بقلوبنا؟!
نرقص بخفة على حدود الزمن ونُبقي الأماكن كما هي مرتابةً صامته وكأننا نعيش على أطراف الورق فقط..!
نفقد في لحظة غضب نبتة صغيرة غرسناها في قلوبنا، منذ زمن نسحقها بسذاجة ومكابرة
حينما يمرّ وقت وتدق اللحظات عظامنا ويبدأ صرير الذاكرة يعكر هدوء الفراق يزحف الكبر لقلوب تهرم بسرعة لتجد نفسها وحيدة أمام عمر لم ينته..!
حافية القدمين أمام طريق يرجوها للسير على أشواكه كي يتخلص من الباقي من العمر!
من البطولة أنّ يتعلق الإنسان بألمه ويدافع عنه لأنه نتاج زمن قصير وعشرة جميلة
ووجه صغير وجدائل ومريول مدرسي وحقيبةً ملقاة أمام باب مفتوح!!!
لن نسلك طريقا آخر يثير فينا الاضطراب
يكفينا تحريك المياه الراكدة بأصابع مجنونة..
مجموعات متناثرة في مجرة فضولية جداً..!!
نعود من البداية ونحن لا ندري..!
كانت نهاية الزمن هو بدايته والطفولة لم تتذمر أبداً ورفقاء الدرب يقفون على حدود الأشياء جميعها..
ربما مبتسمين ربما يلبسون الأقنعة،,
الكل أصبح (مهرج) نطلق المزاح على بعضنا البعض كيّ نشتت الذهن قليلاً ونهز الكبر على مراجيح العمر..
نعلم بأننا تحولنا لأشخاص أكثر أهمية لمن حولنا لكننا لم نعد الأشخاص المهمين لبعضنا..!!!
ولكننا نحمل الحنين كما هو..؟!
بأيام طويلة من العمل الشاق والجهد والسهر شيدنا (مهجر) خاص بنا..!
بنيان كبير لكنه من غير سقف ولا نوافذ..
كي نسمح لأصدقاء الماضي أن يمروا فوقه متى أرادوا..
بحثت عن تلك النبتة..
أعدت زراعتها أسقيتها فتحولت لشجرة تعلو تعلو تعلو حتى كبر ظلها..
وعلى شأنها وامتدت غصونها وقويت جذورها..
أصبحت ظلالها مائلة كلما امتد بيّ العمر استظللت بها..!
تنتظر أصدقاء الطفولة أن يعلقن حقائبهم بها ويشددن جدائلهن جيداً..
كي لا يتطاير الشعر الأشعث..
ويلعبون معيّ تحت ظلالها المائل..
حينما أكبر وأصبح وحيدة!!
عنيزة sara.alzonaidi@gmail.com