الثقافية - محمد عطيف:

على الرغم من أن السينما لم تجرّم ثقافيا بقدر ما تم إسقاطه عليها (اجتماعياً) رغم إمكانية التقنين إلا أنها تطل على فترات برأسها في المشهدين الفني والثقافي. وبدون أن نعتبر فيلم مناحي الذي عرض في الطائف وبمركز الملك فهد الثقافي مؤخراً، بدون أن نعتبر ذلك أنموذجا لرؤية المثقف البسيط نحوها وكيفية تواجدها في السعودية إلا أنها تبقى مثيرة للجدل في كل تجربة تنجح في استقطاب الحضور والسطور، رغم أن إقرارها ثقافياً - على مستوى (الثقافة) - لم تظهر سوى في أفلام تم عرضها من خلال صالات الأندية الأدبية غلب عليها الجانب التوثيقي بشكل كبير واعتبرت مرحلة مقبولة مرحليا.

الذي يمكن قوله بواقعية إن المشاهد والمثقف هما اللذان يحددان ما الذي مكن لهما أن يشاهداه ويثرياه في نفس الوقت، وقد لا يعتبر التدافع والزحام ووفرة الجمهور في الحضور لمتابعة البدوي البسيط والمفارقات التي يمر بها مقياسا لمناشدة الجهات الثقافية المسئولة لتمرير مساحة أوسع لدخول السينما كواجهة ثقافية ستستقطب شريحة واسعة لا يستهان بها.

لكن المؤكد أن الجمهور السعودي يرغب حقا في رؤية سينما - حتى لو بخصوصية سعودية - تراعي خصوصيات المجتمع، وتلبي احتياجاته عبر دراما اجتماعية هادفة وملامسة للواقع ومعالجة لقضاياه وشؤونه المختلفة. ونحن طبعا قد لا نقلق كثيرا من عكس واقع متخلف! ونردد أن المهم أن يكون كوميديا و(يكسّب) أكثر!! أليس ذلك أدعى للسخرية والمقارنة الغبية بين فوق وتحت!