تأليف- مجموعة مؤلفين / ترجمة - صلاح عبد الحق - فادي حدادين، بيروت - رياض الريس، 2008:
يعرض الكتاب لمقتطفات مما كتب أهم كبار فلاسفة الليبرالية ومنظريها في الحروب، وأنها هي البلاء الأكبر الذي يمكن لسلطة الدولة أن تجعله يحيق بالمجتمع.
فهي تمزق الأشكال السليمة من التعاون: العائلات، علاقات الأعمال، والمجتمع المدني.
كما تلحق دماراً بمجمل عملية التعاون الاجتماعي والتخطيط بعيد المدى.
كذلك أكد الليبراليون أن الحروب توجد حكومات كبيرة، فقد وفرت الحروب عبر التاريخ مبررات للحكومات للاستحواذ على المال والسلطة ووضع المجتمع تحت تنظيم صارم.
المقتطف الأول في الكتاب دونه، (ريتشاررد كوبدين) في كتابه إنكلترا، إيرلندا، وأميركا، وفيه تأكيد على أن لا مصلحة للطبقات المتوسطة والصناعية في إنكلترا سوى المحافظة على السلام.
وإن أمجاد الحرب ومكافآتها ليست لهم، وأن ساحة المعركة هي حقل المحاصيل بالنسبة للارستقراطية التي تروي بدماء الشعب، كما انتقد كوبدين الحكومة البريطانية بإرسال أسطولها إلى اليونان رداً على الانتهاكات مزعومة لأملاك مواطنين بريطانيين من جانب الحكومة اليونانية.
وفي النموذج الثاني المدرج في هذا الكتاب والمأخوذ من كتاب (لودفيع فون ميزس) (الليبرالية) أكد المفكر على موقف الليبرالية المضاد للحرب وهو يضيف إلى الطرح الإنساني التحليل الإيجابي الذي مفاده أن الحرب تفسد التعاون والتجارة، السلام وحده هو الذي يجعل من الممكن تقسيم العمل عبر مسافات طويلة وحدود وطنية.
وطرح (إيرال سي رافينال) الدواعي الأخلاقية والبراغماتية (لفك ارتباط إستراتيجي) من جانب الولايات المتحدة.
أما (غالين كاربنتر) وهو نائب الرئيس للشؤون الدفاعية والخارجية في معهد كيتو فهو يؤكد أن سياسة من الاستقلال الإستراتيجي ستوفر أفضل حماية للحرية الأمريكية وتشجع السلام العالمي.
كاربنتر يبين بوضوح أن عدم التدخل ليس انعزالية، بل هو بالأحرى سياسة عدم تدخل سياسي وعسكري مقرونة بعلاقات اقتصادية وثقافية مع البلدان الأخرى.
يقع الكتاب في (64) صفحة من القطع المتوسط.