سؤال أوجهه إلى كل فنان وفنانة، مهما كان نوع الفن الذي يمارسه، ولكن بعدة صيغ؛ ليختار ما يناسبه منها: لماذا تمارس الفن؟ ما الرسالة التي ترغب في إيصالها من خلال الفن؟ ما هو مفهوم الفن من وجهة نظرك؟
يلح عليَّ هذا التساؤل عندما أزور معرضاً فنياً مهما كان المجال والخامة والاتجاه، بعض الأعمال تحمل رسالة قوية ورموزاً تكاد تنطق وتعكس المستوى الفكري للفنان وقدرته الذهنية واليدوية في تحويلها إلى رموز بصرية لتصل إلى ذهن المتلقي ليستشعرها ومن ثم يمرر تلك الرسالة إذا توافقت بالطبع مع اتجاهاته الفكرية أو يرفضها إذا لم تكن كذلك.
أما النوع الآخر فهو نوع من الأعمال قد لا يحمل رسالة اجتماعية أو سياسية أو فكرية، ولكنها أعمال تهدف إلى بث نوع من الراحة والطمأنينة لدى المتلقي؛ فهي أسلوب بصري لمعالجة النفس وإضفاء نوع من البهجة التي نحتاج إليها لنجتاز عقبات التوتر اليومي في حياتنا.
وهناك نوع من الأعمال قد لا تحمل رسالة تنوير أو تغيير، ولكنها تعكس الفكر الثقافي لصاحب العمل بمكوناته بأسلوب متقن وفي تكوين جميل ومثير بصرياً، وأخرى قد تمثل منظراً طبيعياً أو صامتاً، ولكن مثل هذه الأعمال في ثقافة الفن المعاصرة لا تخرج عن كونها بدايات أو ربما الغرض منها تجميل المنزل مثلها مثل الشباك الذي يطل على منظر جميل، ولكن درجة الإتقان هي المقياس للمستوى من حيث القدرة على النقل، دون أن تحمل أي رسالة في الغالب.
وعودة إلى المجموعة الأولى، وهي من وجهة نظر شخصية وليست نقدية؛ فهم المجموعة الأهم والأكثر بروزا والأصدق تعبيراً في هذا المجال (ولكنها تبقى وجهة نظر شخصية)؛ لما تحمله أعمالهم من فكر، وعقولهم من هموم، وأنفسهم من مثابرة، وأيضاً بما تتحمله هذه الفئة من معاناة تنعكس في أعمالهم بهدف إيصال تلك الرسائل التي تهدف إلى التغيير والإصلاح للمجتمع الذي تعيش فيه. وأخيراً أعود وأتوجه إلى كل تشكيلي وتشكيلية من خلال تكرار السؤال: ما فنك؟
الرياض
msenan@yahoo.com