عرفت أبا خالد عن طريق الصدفة في اجتماع لهواة الصحافة منذ مدة تزيد عن عشر سنوات (دون تحديد للزيادة) احتراماً لحرصه على عدم إذاعة عمره، وقد ينطبق ذلك عليّ أيضاً، ولم نفارق تلك الجلسة (الصدفية) إلا ونحن نعد نفسينا أخوين شقيقين، إذ أحسست بصدقه وبساطته وخفة دمه.
ولعله رأى شيئاً من ذلك في الطرف الآخر. عرفت فيه سرعة البديهة بشكل هادئ يدعوك لاحترامه ولا يستفز الآخرين. كما عرفت عنه الطموح حيث استحث قدراته إلى أن صار رئيساً لتحرير إحدى الصحف الرائدة مع أنه لم يدرس ذلك أكاديمياً، وإنما اكتسب الخبرة عن طريق الممارسة والمحاكاة، بل إن طرقه هذا الباب أو ذلك كان ينم عن رغبة صادقة في الإبداع.
عرفت عنه الصدق في القول (إلا أثناء المزاح) ولذلك فإن صدقه وشفافيته جعلت كل من يتعامل معه يصدقه، ويثق فيه.
عرفت عنه الانضباط في المواعيد بحيث يكون من أوائل المتواجدين عندما يتحدد موعد للقاء، أو اجتماع (مع أن الميل إلى التراخي في المواعيد يعد ظاهرة اجتماعية).
لقد تعرض أبو خالد لعارض صحي أفقده بعض قدراته، لكنه لم يفقد بشاشته التي تعتلي محياه عندما يرى أصدقاءه وأحبابه، بل إن هذه البشاشة تعد ظاهرة غير طبيعية عند من (قد يتعرض، أو تعرض لما أصابه) ومع ذلك لم تفارق البشاشة محياه.
ذلكم هو الأخ الكريم محمد العجيان الذي نعتز بصداقته. ونرجو أن يثبته على ما وهبه من خصائص. وأن يضاعف له الأجر على ما تعرض له مؤخراً من وعكة أرجو الله أن يشفيه منها، وأن يجعلها في ميزان حسناته.
وبما أن الحكمة الشائعة تقول: (خير الكلام ما قل ودل ولم يكثر فيمل) فإنني أكتفي بهذا القليل مما عرفته عن صديق العمر: محمد العجيان بارك الله فيه وفي عمره وأعماله.
عضو مجلس الشورى - الرياض