نبعت فكرة الملف من حوار خاص مع الأستاذ داود الشريان الذي اقترحه مشيراً إلى دور الأستاذ محمد العجيان في نقل الصحافة من مظلة الأدب إلى فضاء العمل المهني الاحترافي، وعرض مجموعة من الدلائل التي تؤيد نظريته.
وحين استكتبنا عدداً من المعنيين بالشأن الصحفي وجدنا اهتماماً بالملف ومتابعة لمراحل إعداده، وأيقنا أن العجيان لم يكن صحفياً فقط بل ظل إنساناً ترك خلفه ثروة من المشاعر الطيبة المتصلة بشخصه مثلما إنجازه.
وإذ اعتدنا على نمط الإعلاميين الذين تغرّهم كما تغريهم الشهرة فإن الأستاذ العجيان - لمن يعرفه - نموذج للاستثناء الذي يؤكد القاعدة؛ فهو مهذب، خلوق، صامت، لا يعنيه أن يتصدر الجلسة أو يسطر مجرياتها، وقد كتب عنه أحد زملائنا في الثقافية (28-6-2004) إثر حوار أجري معه لمجلة مدينة الرياض:
« روى الأديب الصحفي الأستاذ محمد العجيان سيرته الصحفية التي امتدت على مدى أربعة عقود تنقل فيها من مطبوعة إلى أخرى.. ليظل الرجل وطوال سرد تفاصيل سيرته وفياً صادقاً.. لم ينل من أحد.. أو يجرح شخصاً ما.. بل إنه لم يسخر من بداياته أو يحجبها بصور خادعة، إنما ظل (العجيان) كعادته رائعاً يصف الأشياء بواقعية متناهية، ظل الرجل وطوال تجربته الصحفية وفياً لمهنته متواصلاً مع المشهد الثقافي بكل مثابرة وإخلاص حتى غدا هذا الصحفي مضرب المثل للتفاني والإخلاص، لتطالع (العجيان) حينما تقابله متأنياً رائعاً مقبلاً على الحياة.. فها هي ذاكرته تعيد شيئاً من البهاء الإنساني لرجل خدم الصحافة والثقافة، وجاهد في بناء مشروع الإنسان الذي لا يعرف الكلل.. نعم (العجيان) ظاهرة صحية على يده تحولت الصحافة نحو الأفضل.. ومع آخرين مخلصين سجلوا انتصارهم على المعوقات والمثبطات حتى صاغوا عهداً جديداً لصحافة اليوم».
وها نحن نقدم هذا الملف (الصغير)؛ فلعله يذكرنا بمن لا يجوز نسيانه.
الوفاء شيمة.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6745» ثم أرسلها إلى الكود 82244
Ibrturkia@hotmail.com