مهداة إلى القلب المُتْعَب.. الصديق الرائع.. الدكتور راشد المبارك..
نُصارِعُ المَكانَ والزَّمَنْ..
نُصارِعُ الوَهَنْ..
بِنَبضةٍ مجهَدَةٍ منهُ.. نَقولُ للرَّدَى
صَديقنا أَنْتَ..
ولكِنْ في شَبَا ريشتنا
ما بَرِحَتْ تَرْعَشُ كلمتَانْ
لابُدَّ أَنْ تَنْسَكِبَا في نَبْضَةٍ..
ويَخْلُدُ المكانُ والزَّمَنْ
في حَرْفنَا..
يَشتعِلَ العَيَاءُ والوَهَنْ
***
لا تَشْكُ شَيئاً يا صَديقي.. إنَّهُ الصِّرَاعْ
نَحْنُ على نِعْمتِهِ نَعيشْ..
وَهْوَ على نَبْرَتنا يَعيشْ..
وَلادَةٌ(1).. ما بَرِحَتْ تنتظِرُ المَطَرْ
يَهْطلُ في قصيدةٍ..
يُسْكِرُها المَطَرْ..
اكتَبْ لها..
بِنَبضِكَ المجهَدِ..
بالخَطَرْ..
يَلُفُّنا ما نكتُبُ..
يَسْحقُنا ما نكتُبُ..
يَمْضَغُنا في شَدْقِهِ..
ونكتُبُ..
وَلادَةٌ تَعْبَى.. ونحنُ مُتْعَبُونْ
في خَفْقَةٍ من قَلبِنا..
تَنْتفِضُ السِّنونْ..
عاريةً.. رائِعة الخَلْقِ..
وتمضي بَعدنا الأجيالُ والقُرونْ
تُعيدُ ما قُلْنا..
ويَحيا في الذي قُلْنا..
نَعَمْ.. يحيا المَكانُ والزَّمَنْ
في حَرْفِنا..
يَشْتَعِلُ الْعَيَاءُ والوَهَنْ
***
أَسأَلُ عنكَ..
كُلَّما هَبَّتْ صَبَا نَجْدٍ..
ورَشَّ عِطْرَهُ العَرَارْ
أَسْأَلُ عنكَ الليلَ والنَّهارْ
أَسْأَلُ قيثارتَنَا العتيقةَ الأَوتارْ
كُنَّا معاً نرتجلُ الدنيا مَواويلَ..
إذَا المسَاءْ
مَدَّ على رُؤوسنا خِبَاءَه المُضَاءْ
كُنَّا نُغَنّي..
والنجومُ فوقَّنا تَلْتَهِمُ الغِنَاءْ
تَقولُ: هاتُوا كُلَّ ما عِندكُم!
ويَفرِشُ المَسَاءْ
أَهدابهُ لَنَا..
وترقُصُ الدنيا، وتَزْهو، تَنْتَشي بنا
ونحنُ مُجْهَدونَ.. يَغْزو قَلْبَنا الخَطَرْ
اُسْكُبْ على الخَطَرْ
آخِرَ بيتينِ.. وقطِّرْ فيهما المكانَ والزَّمَن
نصارعُ المكانَ والزَّمَنْ
بِنَبْضَةٍ مُجْهَدَةٍ.. ويخلُدُ الزَّمَنْ
- دمشق 18-2-2008
(1) رسالة إلى ولادة: عنوان مجموعة شعرية للدكتور راشد.