تأليف: نديم نجدي
بيروت: دار الفارابي 2008
يقول المؤلف عن كتابه: (خفايا ساطعة هي محاولة في التصريح عن الكامن في بواطن استبدت فينا إلى درجة لم يعد بالإمكان، على الأقل بالنسبة لي، تحمل دائها المستشري في كل ما نقوم به.. ومن...، ولربما القاعدة القائلة، بأن التخلص من تعب السر، لا يتحقق إلا بالبوح به). ويضيف شارحاً: (لكل مؤلف قصة يحكي جلها، العمل نفسه من خلال تدليلاته المضمرة في ما كان يعتمل ذات الكاتب من أفراح وأتراح، من هم وغم من انفراج وكبت من قلق واطمئنان...، وما إلى هنالك من أحوال كثيرة، لا تقاس بمنسوب كمها، بل بمفعول تأثيرها في الذات المنفعلة بهذا الشيء مثلاً، على ما لا يفعله الشيء نفسه في ذات أخرى، هكذا ألم بي داء استشراف الآتي من مقدمات لا تحتاج إلى ذكاء، أو بالأحرى من إرهاصاته الواضحة وضوح اتهام المحيطين لي بأنني لست سوياً..).
إذ لم أتقصد تبويب المكتوب هنا وفق نظام مقرر سلفاً، بل تركت حالي على (سجيتها) تعرج على هذه الواقعة، وتعلق على تلك الحادثة بحرية مطلقة. إن عشوائية تدويني لشذرات مبعثرة، ليس غائباً، بل جاء بمؤدى ترك نفسي تقول حالها، كيفما اتفق، من دون ترتيب ولا تشذيب، لعل المسألة برمتها تعود إلى ما لا إرادة لي فيه، لأن الغوص في الأعماق، ليس سوى رحلة استكشاف لما هو غير متوقع ولا مقدر، ولا حتى متجانس، فكيف إذا كنت أبحث في ما آلت إليه أمور حياتنا بصغائرها وكبائرها -بحلوها ومرها- بأفراحها وأحزانها- بأسئلتها وأجوبتها، وفي كل ما لا يمكن اختزاله في نقطة من نقطة بحر جهلنا بالكثير مما لا يعد ولا يحصى. يقع الكتاب في (303) صفحات من القطع المتوسط.