يُخطئ من يعتقد أن المسرح السعودي ما زال في بداياته، فإبهار البدايات انتهت إلى غير رجعة، وصعوبة الصعود لم تعد بذاك الهمّ المُثقلْ لكاهل المسرحيين، إن جمعية المسرحيين السعوديين هي ناتج طبيعي ومنطقي للتطور المسرحي في المملكة ولا يمكن أن نقيس التجربة بضرورة تواجد المرأة أو عدم تواجدها في الجمعية نظراً لتغييبها في الفترة السابقة، مع العلم التغييب لم يكن اختياري حتى يتم تعاطي الموضوع بهذه الصورة. إن التجاوز الذي يُعتقد أنه تم وحدث في مجلس الجمعية، ليس بالضرورة أنه مقصود، والمُطالبات بالتجاوز في تطبيق شروط الاستحقاق لا تتناسب مع اعتقادنا بأهمية تحقيق مطالب المسرحيين في هذه المرحلة التي تعتمد على البعد عن المُجاملات والمثاليات السمجة، وإذا كان هناك اتفاق خفي لحدوث تجاوزات مُعينة فالثقة متواجدة في أن هذه ستكون في الصالح العام، وإلا ستكون وبالاً على من سيأتي من بعد ذلك، إن الآمال تتلبس المسرحيين في تحقيق قليل من المطالب الكثيرة التي كلها تهدف إلى وضع الأسس القوية والثابتة لتقوية البنية والبذرة المسرحية الطيبة التي أُنشئت منذ أكثر من 50 عاماً.
إن التنوع في أعضاء جمعية المسرحيين، من الأكاديمي إلى أصحاب الخبرة المسرحية والإدارية وما بينهما، سيجعل الحركة المسرحية تتقدم بخطى ثابتة وواثقة من النفس، سيحقق نجاحات شبابية تتوشح بحكمة الشيوخ وفن أصحاب الخبرات. لزيادة الوعي الثقافي والاجتماعي بالمسرح الذي أصبح متشكلا بشكل جيد منذ نحو سبع سنوات منذ أن تكفلت أمانة مدينة الرياض بتموين العروض المسرحية في العيد، والآن أصبحت نموذجا لبقية المدن السعودية، فشاهدنا مدينة الدمام تتبنى مسرحية (معالي الوزير) لعلي الغوينم التي نقلت الغيرة إلى إمارة مدينة الخرج التي مولت عرض مسرحية (رابح الخسران)، هذا الحراك المسرحي جعل القطاع الخاص يتكفل بعرض مسرحية (رابح الخسران) في مدينة ينبع. يا سادة أصبح لدينا الآن أرضية صلبة لإنشاء معاهد مسرحية، تضم التخصصات المطلوبة في المسرح، أو إعادة التخصصات المسرحية في الجامعات. وهذا هو الترتيب المنطقي عند حديثنا عن مطالبات وهموم المسرحيين وتطلعاتهم من خلال جمعية المسرحيين السعوديين. والتي أتوقع أنها مع الوقت ستكون الأقوى صوتا للمسرحيين في قادم الأيام، وخصوصا إذا كنّا مؤمنين بتواجد المؤسسات المدنية ودورها في تطور المجتمع المدني.
ورقة كشكولية- مقالة سابقة للأستاذة سهام القطاني نُشر في المجلة الثقافية عن جمعية المسرحيين السعوديين، كان سببا في تبني هذه المقالة، شكرا للمسرح (الكائن الحي) ولمن كتب له وعنه.