كأني أسمع هذه الكلمة تتردّد بين الكثير من الفنانين والفنانات، وخصوصاً من هم (خارج السرب) على حد تعبير أحد الإخوة، والمقصود بخارج السرب هنا من يسكنون مدناً بعيدة عن مدن الضوء الرياض غالباً وجدة ربما في المرتبة الثانية، حيث تقام المعارض والمسابقات التشكيلية.
وأكتب مقال اليوم بسبب رسالة وصلتني عبر البريد من أحد الإخوة تعليقاً على مقالي السابق (كيف تبيع) والذي يعتقد من خلاله أني (أغرد خارج السرب)، فأخونا الكريم قد (تعب) من محاولة المشاركة في المعارض والتي لا تصل فيها أعماله للعرض، لأسباب يعتقد أنّ أغلبها شخصية ومرتبطة بأسباب ليست فنية على الإطلاق.
أيضاً يعاني أخونا كما يعاني الكثير من عدم عودة أعماله بعد المشاركة في أي محفل، أو أن تكون بحالة سيئة جداً، إضافة إلى ما يتحمّله من تكاليف الإرسال الباهظة لحماية العمل دون جدوى، وليست المرة الأولى التي نسمع فيها مثل هذه الشكوى، فقد وصلتني سابقاً اتصالات عديدة من الأخوات يشتكين أيضاً من عدم إعادة إرسال الأعمال بعد المشاركة مع تكرار الاتصال دون جدوى، وبالفعل مما يؤسف له أنّ بعض المنظمين خصوصاًَ في القطاع العام يهملون استكمال خطوات ما بعد المعرض في إعادة الأعمال (سليمة) إلى أصحابها، حتى أني وقعت شخصياً تحت هذا الخطأ الشائع علماً بأني مقيمة في الرياض حيث أقيم المعرض، وأعلم تماماً قيمة العمل الفني وتأثير ضياعه على الفنان.
والحل من وجهة نظري يكمن في تخصيص جهة ناقلة تقوم بمهمة استلام الأعمال وإرسالها وإعادتها بأسعار معقولة، مع التوقيع على اتفاقية لتعويض الفنان في حالة ضياع العمل أو تلفه، وذلك كي تخلي الجهة المنظمة مسؤوليتها، كما يفضل أن تتحمّل الجهة المنظمة تكاليف النقل أو نسبة كبيرة منها على أقل تقدير.
وعودة إلى موضوع صعوبة وصول فناني المناطق إلى نقطة الضوء، وهنا للأسف لا أتفق تماماً مع من يعتقد أنّ سكنه خارج الرياض أو جدة سبب كافٍ لعدم ظهوره أو بروزه في الساحة التشكيلية، ولكن لا يسع المجال اليوم لسرد الأسباب أو الدلائل، لذا نعود لهذا الموضوع في الأسبوع القادم بإذن الله.
