يتنوع تغييب الجهود في كثير من المجالات كالآداب والفنون التشكيلية والموسيقى وغيرها، ويمتد هذا إلى الصحافة والإعلام وآخرها وأسهلها على شبكة الإنترنت، يحدث أنه يتم سرقة أو لنقل تقليد عمل فني وتقديمه باسم رسامه الجديد المُقلّد وتغييب الرسام الأول (الأصلي) وفي هذا سرقة واضحة وما شابه ذلك كثير.
لجأ البعض إلى إحضار عمالة أجنبية سعت من خلالها إلى الاسترزاق على حساب أعمال فنية يتم تشويهها بطريقة سوقية من أجل أن تباع، وتباع بأثمان رخيصة.
على مستوى الشبكة العنكبوتية ظهرت من خلالها منتديات بعضها لمثقفين أو مهتمين، وأخرى لفنانين تشكيليين بعضهم غير معروف على درجة تجعلهم يراهنون بأعمالهم الفنية في الساحة المحلية أو الخارجية، فلجأ بعضهم إلى المنتديات أو إلى تأسيسها والعمل على الإثارة من خلالها ومع إيماننا العميق كما هم الآخرون بأهمية استغلال وسائل الاتصال الحديثة لنشر والتعريف بالإبداعات وخلق المزيد من الاحتكاك بالعالم وبفنونه وإبداعاته إلا أن ذلك لا بد أن يتم على أصول من الأخلاقيات والأعراف التي نفهمها ونتعامل بها في الظاهر على الأقل.
الشبكة العنكبوتية أو الإنترنت تتعامل في كثير من جوانبها بالخفاء فالأسماء مستعارة والقول في الآخرين بما يُحمد وما لا يحمد لا يمنعه أي رقيب أو حسيب إلا النفس التي نفترض أن يكون صاحبها ذا ضمير وإنسانية، فالإيذاء صفة سيئة والتجني على الآخرين عندما تكون الأقوى ولديك القدرة على إيذائهم لا نرضاها لأنفسنا ولا لغيرنا، وأعتقد أن متابعي المنتديات والمواقع الحوارية يعرفون ذلك جيداً ويدركون مدى الضرر الذي يمكن أن يلحق بالآخرين عندما تكون مثل تلك المنتديات متاحة للسب وللشتم والتجني وما إلى ذلك.
تداعت هذه المسائل في ذهني وأنا أفكر بالكتابة في جانب تغييب حق الكتاب الذين يتم نسخ أعمالهم الكتابية من صحف أو مجلات لتضمينها منتديات ذات اختصاص لها من يتابعها ويجد فيها ما يبحث عنه أحياناً أو يرضي فضوله بإثاراتها أحياناً أخرى.
نشرت في صحيفة اليوم في العدد 11490 بتاريخ الاثنين 17 شوال الموافق 29 نوفمبر 2004 موضوعاً حول تجربة جديدة طرحها الفنان التشكيلي زمان محمد جاسم في المعرض السنوي التاسع لجماعة الفنون التشكيلية بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف، وكان عنوان الموضوع (عمل فني يفجر قضايا الحداثة التشكيلية والمصطلح الفني) والواقع أن الكتابة لم تركز على هذا العمل بقدر تقديم جانب تحليلي لظواهر الفن الجديدة التي نشأت منذ 1945 وتناقلتها أو تبنتها في الأعوام الأخيرة بيناليات عربية مثل: بينالي الشارقة الدولي للفنون، خاصة في دورته الأخيرة عام 2003، وبينالي القاهرة الدولي للفنون في عدد من دوراته، ولكن على نحو أقل منه في الشارقة، وهو ما ترك أثره في نتاجات بعض فناني المنطقة والمملكة في الأعوام الأخيرة.
المادة تم نشرها في أكثر من موقع وهذا التناقل أو سحب المادة من موقعها الأصلي في صحيفة اليوم إلى مواقع أو منتديات الفن التشكيلي تم معه تغييب اسم الكاتب وبالتالي فإن في ذلك خروجاً عن اللياقة والعرف المهني ولا أعتقد أن أحداً يرضى بتغييبه عن جهد أو عمل قام به وهو الذي سيتحمل تبعاته أيضاً، في حين أن مواضيع أخرى تم تعيين أسماء كتابها منذ البداية، لا أعرف لذلك سبباً، فأنا لست ممن يعنيهم كثيراً شؤون المنتديات التشكيلية وليست لي أي محاولات لا من قريب ولا من بعيد للمشاركة فيما تنشره، وهذا الموضوع أو غيره ليس لي أي دراية أو علاقة في بعثه إلى أي منتديات أو مواقع تشكيلية، فهي تحمل أسماء بواسطتها يتم النقل وهي أسماء مستعارة غالباً وغير معروفة إلا في هذه المواقع، والسؤال المهم من يحفظ حقوق الآخرين في مثل هذه الفوضى؟
الدمام
aalsoliman@hotmail.com