كان الرعد كريماً بما فيه الكفاية.. يوزع الأرق على النوافذ جميعها.. وكأنه ضيف جديد ينقل هدايا العيد..!!
أصوات الشتاء تمنحنا شعوراً غريباً.. ربما حزيناً..!
تجعلنا نفكر بعمق وبجدية بعلاقتنا بجميع من حولنا، وكأن تلك القشعريرة تغرينا بالالتصاق بمن نحب.. مؤلم جداً هو ارتطام الشتاء.. أصدقاء، أقارب، أهل، أمهات، آباء، أخوان، أخوات، أزواج، أبناء وعشاق.. !!
كم ستكون حياتنا مختلفة بدونهم.. ربما أجمل..وربما..!!
حينما يغدر بك ذاك الصديق الذي استودعته روحك وحينما ينكرك ذاك القريب الذي منحته قلبك وحينما يكسرك ذاك القلب الذي منحته برّك.. فأين المفر من الجراح..؟!! تبحث عن عدل الكون ولكن الدوامة حولك تجعلك.. ك التاء، والنون، والكاف، والسين، والراء...!
ربما شعورنا بأن الحب عاطفة مستقلة لا تمنح إلا للأقرباء فقط هو من خدعنا بالاستمرارية بالكذب والتمثيل!
لم نكن نعلم بأننا نمارس الوجه الآخر من الأنانية.. لقد دمرتنا قناعات لا وجود لها إلا في زوايا الذاكرة المتعرجة.. تلك الزوايا.. خبيثة ومتعددة تظهر لنا في انكساراتنا جميعها.. قد تُظهر لنا حماقاتنا بشيء من الدقة والتعدد..!!!
للحظة مجنونة أتمنى أن أمنح الكون جميع ما أملك من أجل أن أبتاع ثمن اللامبالاة!
أفتح باب الجليد كيّ أصنع لنفسي رمزاً ربما تمثالاً خيالياً أرتاح في محادثته.. وحينما يشعرني ذاك التمثال بالبرد أذيبه وأغلق نوافذي جميعها..!
أبعد العاطفة التيّ توهمني كثيراً بالبراءة.. لن أعبث بالقوانين وسأترك الإرادة تعمل بسلاحها.. تُظهر مشاعر الجميع تجاهي.. أن نجعل المناورات الاجتماعية (مغامرة) فهذا يعني أن حياتنا ستمر بأكثر من محطة هبوط وإقلاع.... سأرفع رأسي للسماء عالياً.. فأنا أعلم بأن السماء لا رأس لها كيّ تخفضه لي.. سأقتنع بما تبقى ليّ من (جذور)!! وسأتعايش مع أشخاص ما إن نلتفت عنهم حتى يستبيحون لحومنا.. يستبقون الألم والسكين.. يجعلوننا نبتسم مع غرباء جمعنا بهم طريق الوحدة..
أحببناهم رغم اختلافهم عنّا بكل شيء ما عدا (التشتت)!!
الأمر لا يتعلق بالقدرة على التحمل والصبر، بل هو محاولة حثيثة للهروب من الفشل
عن طريق وقع التصفيق..!
وربما من أجل شيء آخر..
* * *
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتبة«7991» ثم أرسلها إلى الكود 82244
