في ص-142-؛ قال عثمان من خلال عنوان الصحافة والنقد: (وسبق الحديث عن أن كتبه لا تحمل طابع الكتاب، من حيث ارتباطها بأفكار متشابهة تصب جميعها في دائرة واحدة لتساهم في توحيد رسالة العنوان الرئيسي للكتاب، لأنها لا تحمل فكرة واحدة أو مجموعة أفكار يربطها ناظم معرفي واحد). وإنما مجموعة من المقالات التي نشرها في الصحف ثم جمعها في فترة تالية!. هذا ما قاله عثمان، ولا أدري هل هذه الأفكار أخذها عن توجيه أساتذته أم هي من بنات أفكاره كما يقال! وأسأله: (ما العيب والخلل في هذه الممارسة وهذا النسق الذي اخترت. لقد كنت وأنا أتابع إحصاءاتك للواوات والكلمات أن يكون ناتج هذا الإحصاء الدقيق عيوباً تسيء إلى الكتابة وممارستها، ولعلي بهذه الممارسة أجعل لما أكتب نمطاً من الإيقاع ما يسيغه القارئ من هذا الاطراد؛ في غير ما حشو مخل وركاكة تعبير وتنافر جمل فيما بينها؛ فأنا أنفر من هذا الضرب في العرض). وما أكثر ما قرأت موضوعات جيدة ومتميزة؛ لكن عرضها يكتنفه الجفاف في التراكيب ونفور في تلاصقها؛ وتركيباتها يدفع إلى عدم الاحتفاء بها؛ من هذا الأسلوب ذي النسق غير المتماوج الجذاب؛ وإنما هوغليظ فظ متنافر وغير متجانس؛ وهذا عيب في التراكيب، وركاكة في التقديم والعرض الذي تكتنفه تلك العيوب، وخلوه من المسحة الجمالية الماتعة التي يحتفي بها القارئ. والأمزجة التي لم تتذوق جمال التعبير تأبى وتنفر مما يمكن أن أسميه جمالاً، وهذا ما فعله عثمان من خلال عرضه المتداعي. ولست أدري! هل رأى وقرأ ما صنعه العقاد وطه حسين وغيرهما من تجميع مقالاتهم بين غلافين، وهي مجموعة مقالات لست في شأن واحد! لا يسمى كتاباً عندك؟ إذا كان الأمر كذلك؛ فاكتب احتجاجك على السبورة إلى كل من يرتكب هذه الأخطاء التي لا ترضيك؛ ولا تروق لك وحدك!
كنت أريد أن أتجاوز عن أشياء كثيرة، لكن إمعان عثمان في التقوّل والحديث عني بما لم أقل ولا أضمر في نفسي جعل التوقف عندي يتجدد. ونقرأ مزيداً من هذه التكهنات التي يسوقها عثمان وكأنه شق على قلبي ليجد ما يريد أن يبديه، ولنقرأ في ص - 149 - قوله: (ومن المفيد هنا الإشارة إلى أنه وضع كلمتي (أكملني) و(الإنشاء) بين علامتي تنصيص ليؤكد عليهما، وبالتالي انجذاب اهتمام المستقبل إليهما أكثر من كلمات الإهداء، لكن ذلك لم يكن إهداء، بقدرما هو إبراز الدراسة، وكان السبب في إخراجه من الفصل المدرسي... إلخ). وقال في سطور تالية من الصفحة نفسها: (وأنه يؤاخذ ذلك المعلم على رسوبه في تلك المادة). وتساذج كعادته مما لا داعي لنقل المزيد مما قال، وإذا كان القراء يرغبون في التمتع بعبث عثمان، فأنا مستعد أن أسلم إلى هذه المجلة الثقافية رسالته بعد أن أطبعها على حسابي لتعطيها لمن يطلبها. ولا أذهب بعيداً إذا وصمت عثمان بأنه كذّاب أشر، فهو في مقدمة رسالته قال إنني طردت من المدرسة، وقال (إنني طردت من الوظيفة دون دليل، ودون برهان، وفي الربع الأخير من رسالته المبجلة وهو يكرر أنني أخرجت من الفصل الدراسي، وقال زاده الله علماً ومعرفة؛ إنني نقمت على المعلم الذي رسبني في التعبير). والحق الذي لا نقض له، ولا يُقاس عليه، أنني ترحّمت على المعلم الذي لا أعرفه، وأن ذكره في إهداء كتابي هو تقدير له، واعتراف بجميله، لأنه نصح لي ونبهني إلى ضعفي في مادة التعبير، ووفى وأخلص لأمانته، وما جاءت مناسبة ذلك إلا وترحمت على الرجل وأمانته ودعوت له بخير؛ والله على ما اقول شهيد. وأجدد اليوم الترحم عليه لأعلن كذب عثمان وافتراءه، ولو طرح سؤال على عثمان حول ادعائه فإنه لن يجيب بما هو حق؛ وربما ادّعى ادعاءات وما أكثر هذه الدعاوى عنده ومن يمارسونها ممن لا يأبهون بقول الحق: (ألا لعنة الله على الكاذبين).
وفي صفحتي -154، 155- قال: (فكان أبو مدين يمسك بالشعراء المبتدئين، عارضاً مهارته وعلمه بفن من أصعب الفنون أمامهم)، قال الأستاذ ذلك وهو يتحدث عن نقدي لشعر الأستاذ طاهر زمخشري (رحمه الله). ولعل أحداً ممن يعرف الأستاذ الزمخشري وتاريخه يلقي بسؤال على عثمان: هل طاهر زمخشري من الشعراء المبتدئين؟ وتلك الحال في بقية الأسماء التي تناولت ووجدتها أنت أمامك. ولعلي أتساءل مجدداً: أي أحكام هذه في أطروحة جامعية تصدر عن جامعة ذات مستوى عال في بلادنا وفي العالم أجمع؟ وأكبر الظن أن الغُيُر في الجامعة لا يرضيهم هذا الجهل والعبث والارتجال والأحكام المبتسرة لأن مردها سوء إدراك؛ وأن لجنة التحكيم يتحملون تبعة هذه الفوضى العارمة في الأحكام، وأنا لم أتجن على طاهر زمخشري، وأمامك أيها الحكم المصقع ما قلت والنصوص التي تناولت، فهات موازينك أيها الأستاذ الجامعي صاحب الماجستير والواعي، هات ما عندك لتخطئني إن استطعت، ولن تستطيع؛ حتى لو كنت القائل:
وننكر إن شئنا على الناس قولهم
ولا ينكرون القول حين نقول
كلما هممت أن أنهى هذه الوقفات تبدو وكأنها أشياء مثيرة في رسالة مثيرة من أقوال عثمان؛ تتجدد الرغبة عندي إلى الاستمرار في الحديث، كأنه ودّ في أطروحته أن تكون كلها مشاكل يتطوع بإثارتها وبثها! إنني أقول هذا من خلال ما قرأت مما خطه عثمان، وهو يتهمني زوراً أنني في تزعزع مستمر. واقرؤوا قوله فى ص -158: من خلال عنوان كتاب في معترك الحياة يمكن إدراك أن الكتاب يتحدث عن الحياة وما يدور فيها، وعن المجتمع وما يعتمل فيه، وهذا ما جعل أحد أصحابه يشير إلى ما لاحظه من انصراف أبومدين، إلى المسألة الاجتماعية على حساب المسألة النقدية والأدبية عموماً، وهو الذي عزف عن كتاباته فيما مضى عكس ذلك. يفسره التزعزع المستمر في السلطة الوظيفية التي كان يعيشها باستمرار، فالحياة كما تبدو عنده ليست تعايشاً بقدر ماهي تعارك وصراع. فأنىّ لك ما قلت وهو محسوب عليك؟ فليس في نفسي تزعزع ولا تبعبع ولا سلطة -بفتح اللام-، فالمسألة توجهات عبر مراحل، وعثمان خليق أن يحوّل المراحل -مراجل-. ومن قال لك وأشار عليك أن الحياة كلها أدب؟ فالحياة الاجتماعية شطر كبير جداً مما يشغل الكاتب! وهل قلت في موقف من المواقف إنني وقفت قلمي على الأدب وحده، ولن أمارس ماعداه؟ ولماذا تنكر عليَّ أن أمارس في حياتي ما أشاء وما يتاح لي؟ وقد قال شيخنا الجليل عثمان الصالح رحمه الله، في رسالته يوم أهديت إليه كتابي -في معترك الحياة-: (إن الحياة كلها معترك). وتعبيراتك شبه المثيرة -تزعزع-، -سلطة- والمعيشة والاستمرارية). هذه أمور لا تعنيك لا من بعيد ولا من قريب، غير أن الفضول هو دافعك إلى هذا التطفل المقيت! وما شأنك أن أكتب في الأدب أو الاجتماع، أو حتى عمن ينظفون الشوارع والبيارات؟ وقد قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم: (دع مايريبك إلى ما لايريبك). ولعلك وأنت تمارس ما اسماه الكتاب العزيز (لحن القول)، تعرض عن هذه السفاسف، إذا كنت تريد أن تكتب بتوازن واعتدال وموضوعية! ومشكلات الحياة يا شاطر التي يمارسها بعض شيوخنا العلماء، مثل أستاذنا الدكتور عبدالله المصلح في برنامجه في التلفاز الذي عنوانه (مشكلات من الحياة)؛ وأعمدة كتابنا في الصحف ومنها اليومي في معالجة مشكلات حياة الناس، وعمود علي أمين ومصطفى أمين في الأخبار المصرية -فكرة-، من هؤلاء الذين يعالجون قضايا حياة الناس؛ وغيرهم من الكتاب والمتحدثين عبر أحاديث الإذاعات والقنوات الفضائية، حسب حكمك الصائب: هل عند هؤلاء الكبار وأمثالهم الحياة ليست تعايشاً بقدر ماهي تعارك وصراع؟! أم أن أبو مدين مستثنى ب-ولكن- من سكان الكرة الأرضية الذين تجاوز عددهم الملايين الستة ؟! وقلت في الصفحة نفسها: لعلها الحياة التي عاشها منذ طفولته وحتى عهد قريب، إنه يتحدث عن المجتمع الذي استطاع أن يوجد لنفسه فيه مكاناً، وذلك لم يتم إلا بصراع أحس هو بوطأته وعنفه، ولذلك فإن العنوان لم يكن في جوانب الحياة، ولم يكن عن وجوه الحياة، ولم يكن شيئاً آخر غير العراك الذي في الحياة.
وأقول لعثمان: كذبت، وهذا من أضغانك، أنا لست ما قلت، وطفولتي كانت كبداً، وطفولة كثير، كثير، كانت مثلي! والله يقول: (لقد خلقنا الإنسان في كبد). والأستاذ حدد لإحني وقتاً طويلاً جداً؛ وأنها استمرت إلى عهد قريب، وهذا تفضل منه، ولعله كان خليقاً أن يقول إن حالي الردئية باقية ما بقيت الحياة، وإنه ليحسن اليَّ بذلك، وجدير به أن يلغو! وعثمان يجهل الحياة التي فيها كل الأنماط، عراك ومشاكل ومواءة، لذلك فهو يهرف بفرضات ألصقها بي ومردها أوهامه الفاسدة وخيالاته التي تنبع من نفسه النقية الحميمة، وأعذره! ذلك أنه يجهل حقيقة الحياة لأنه لم يعشها في أبعادها وأعماقها، ولعله يحسبها جنة وسندساً وحدائق ذات بهجة، ومادمت تجهل حقيقة الحياة، فأنت فارغ التجربة، وأن حكمك عليها وعلى من فيها فاسد وبعيد عن واقعها! وإذا عضتك بأنيابها أو كشّرت عنها؛ فإنك ستعيها، ويومئذ ستزداد آلامك! وربما يعلو صوتك مما تلاقي ويصيبك ومن تعايش، ومن يضطرب فيها؛ ذلك أنك اليوم بعيد عن حقيقتها؛ وحين تخالط ومن يعيش فيها، فستدرك ماهيتها، ويوم يعضك الدهر بنابه، تدرك مرارة الحياة وظلم وفساد كبير ينعكس على كثير ممن فيها، ولا أحب لك أن تكون مثل ذلك الرجل الذي ذكر وهو يحاور صاحبه في سورة الكهف: (ودخل جنته وهو ظالم لنفسه)؛ وأنا لم أظلمك؛ حتى تبادر بالعداء، كما أذكرك بما كان لذلك الصحابي حينما ذكر ذلك الصحابي الجليل بلال بن رباح في حضرة معلم البشرية ذي الخلق العظيم كما وصفه ربه: حين قال أبو ذر الغفاري: (ابن السوداء)، فغضب صلى الله عليه وسلم، وقال لأبي ذر: (إنك امرؤ فيك جاهلية). يا صاحبي: حين تصحو فإنك ستجد في الحياة وواقعها ماتكره إن كنت جهولاً! إنه واقع ليس فيه خيار؛ إنها الحياة بحلوها ومرها إذا كنت لا تدري، ذلك أن تفسيرك لحياتي وطباعي تطوّعاً من عندك، سيئ وباطل، لأن حساباتك، إن صح أن لك حسابات؛ فإنها جاهلية نتنة، ذلك أنك لا تقرأ ما حولك؟ إذاً فأنت تجهله، ورؤياك مظلمة، احببتها أنت طائعاً مختاراً؛ ومعذرة إن أرسلت إلى أسماعك المثل العربي: (رمتني بدائها وانسلت). وإذا كانت الحياة كما تصورها أنت في خيالك الحصيف؛ فتعكس معنى كلمة -معترك- عليَّ تلوّكاً وممارسة ورؤى، فأنت رجل مخيف وخطير، وحياتي فى رأيك: جحيم وهم وكرب؛ وأهديك أن تقرأ صحافتك لترى ما فيها. أما إذا كان حكمك حصرياً موجهاً لي وحدي؛ فحسابك على الله تعالى!. ويرى عثمان زاده الله معارف في ص -160-، عن ممارستي الكتابة في القضايا الإجتماعية، فقال: (والتفات أبو مدين عن النقد إلى مشاكل الحياة لم يكن بهواه بقدر ما هو انصراف مرغم عليه). ويذكرني هذا الحكم التطوعي بمقال كتبه أديب العربية الكبير عباس محمود العقاد، رداً على الأستاذ مكرم عبيد، عنوانه: (لسنا عبيداً ياعبيد)؛ وكان يكفي الأستاذ العقاد لو وضع اسمه في رأس الصحيفة أوفي آخرها دون أن يقول شيئاً، ولكنه قال كلاماً مراً عنيفاً، ألجم به خصمه، حتى إنه لم يقل شيئاً؛ ولم يستمر في المعركة معه؛ بل لزم الصمت، ولو قلت مثله لعثمان كفاء ما قال لأنصفت نفسي، وربما عاتبني العقلاء، أوقلت شيئاً من رسالة ابن زيدون الهزلية إلى ابن عبدوس؛ ربما أحسنت إلى عثمان بتوعيته، ولقد تخليت عن كلام كثير رداً على اعتداءاته مؤلماً، مثل الدق في الكلا، ترفعاً مني، وليس إيثاراً للعافية.
وإني أعلن أنني حضرت في بعض البلاد العربية مناقشات لأطروحات مختلفة، فرأت هيئة المحكمين بأيديهم ملاحظات كثيرة يُلقون بها على صاحب الأطروحة، يتحاورون معه فيما وثق؛ وإذا كان هناك أوجه أخرى لم يأت عليها ومما استشهد أو نقيض ذلك؛ وأذكر أنني حضرت مناقشة لأطروحة عنوانها: (المال في الشعر العربي) في مدينة تونس في جامعة منوبة؛ وافترى صاحب الأطروحة حين قال: (إن الفتوحات الإسلامية كانت بهدف المال)، ورد عليه أحد المحكمين الدكتور محمد العلاوي؛ بأن هذا الحكم ليس صحيحاً، وكلف صاحب الأطروحة باستبعاد ما قال، وعديد من أصحاب الأطروحات دخلوا الامتحان مرتين وثلاثاً، وفي كل مرة يكلف المتقدم بإكمال رسالته لنقص فيها ولإجراء تعديلات كان لابد من إجرائها في الكلام غير الموثق الذي يأتي به المتقدم ويظهر فيه شطط. وجامعاتنا بعامة التي لا تأخذ بهذا المبدأ؛ أعني المحكمين فإنهم خاطئون، ولعل رسالة عثمان إحداها، لم يناقش صاحبها فيما أبدى وأعاد من اتهامات وآراء خاطئة بلا أي دليل عليها؛ وأعني حياتي الخاصة وإلصاق تهم ومساوئ لا قبل لي بها! وهذا ما كان ينبغي أن يستدرك،
في ص-164-، وقف عثمان على الصخر والأظافر، عنوان أحد كتبي؛ وبودي أن يطيل وقوفه لتدمى براجمه أو قدماه؛ وقد فعل بعض الشيء وهو يؤوّل بيت شعر أبي العلاء الذي وضعته في صدرالكتاب على الغلاف الثاني، وأنا أتيت بذلك البيت لأنه أعجبني، وهو:
إذا قلت الصحيح أطلت همسي
وإن قلت المحال رفعت صوتي
وتهويماتك عثمان حول عنوان الكتاب وضعف الظفور، وكذلك معطيات بيت أبي العلاء، ومن خلال الفهم السقيم الذي قاله الباحث المجلي، صرفت النظر، وكدت استشهد بقول المتنبي:
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جرّاها ويختصم
لكني رأيت أن عثمان ليس في حجم ولا قامات أولئك الكبار الذين عناهم أبو الطيب من العلماء والنقاد في زمانه وبعد زمانه؛ والإعراض عن الكلام السخيف ترفعاً، ولعله رد صامت، وأن ما قيل غير خليق بأن أتوقف عنده، فأنصرفت عنه. وقال عني زاده الله معرفة وعلماً فى ص -165-، وهو يدور حول نفسه وحول الصخر والأظافر عساه يخرج بطائل إلا بعض قوله السقيم، قال: (فالحياة كانت أمامه صعبة قاسية صماء؛ حاول بالقراءة أن يشق طريقه الوعرة فيها حين يغدو العالم صخرة). وإني أهنئه على سعة أفقه وعمق فهمه الذي لا يقاس عليه، وأقول له عساه يدرك، وإن كنت أشك في ذلك لأنه منغلق، أقول إن الحياة الصعبة القاسية هي مختبر للرجال والنساء لكي يتحدوها بتوفيق الله أولاً ثم بالرأي الثاقب والعزيمة والفهم؛ وأقرأ فيما كتبت استشهادي بقول القائل:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى
فما انقادت الآمال إلا لصابر
وأقول لعثمان: إن الأمانة العلمية تتطلب منك تحري الصدق في القول والاستناد على أدلة؛ والابتعاد عن الكذب، وتزوير الحقائق، لتكون جديراً بما حصلت عليه. وأخيراً أذكرك بقول الهادي البشير سيد المرسلين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).
ما كنت لأزج بأخي الدكتور عبدالعزيز السبيّل المشرف على هذه الرسالة، ما كنت لأزج به في حرج، غير أني مكره في الدفاع عن نفسي، ذلك أنها حين تطبع سيصدق كثير أو كل من يقرأها؛ أن ما قاله صاحبها حق وصدق، لا سيما أنها صدرت أو طبعت في حياتي، وأن المشرف عليها بعث إليَّ بنسخة منها وأنا صمت إزاء ما جاء فيها، وأن ذلك يعني تلقائياً أن ذلك صحيح، لذلك حين فرغت لقراءتها بأناة، سارعت إلى إخبار أبي حسان بالتجاوزات الكثيرة التي انداحت فيها من أول صفحة فيها إلى آخر ما قال كاتبها، ولو كانت التجاوزات عابرة في بعض الصفحات ربما أمكن بجهد الأخ المشرف حمل صاحبها على إزالة العوار، غير أن ماكان في تقديري هو شيء مقصود من صاحب الأطروحة، والدفاع عن النفس مبدأ مباح لأنه حق، وإني لن ألتفت إلى أي كلام ألقى أو يلقي به صاحب الأطروحة برده عليّ، وإذا تجاوز الحد فحسابه على الله تعالى، وإليه سبحانه ترجع الأمور.
*انتهى الحديث
* * *
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «5013»ثم أرسلها إلى الكود 82244