النشاط التشكيلي في المملكة مزدهر هذه الأيام خاصة مع نهاية الموسم وحلول موسم الصيف وإجازاته، أكثر ما تتبنى برامجه قاعات العرض الخاصة وبعض المراكز الأهلية بالإضافة إلى جهود الفنانين الشخصية.
في مدينة كالدمام نفتقد ذلك، لا نلمس أي نشاط يذكر لأنه لا يوجد فيها قاعة عرض خاصة واحدة، كما أن معارضها لا تتعدى زيارات محدودة عدا يوم الافتتاح وهذا ينطبق على كثير من العروض المحلية.
بدرية الناصر أقامت معرضاً مشتركاً في الرياض مع حميدة السنان والأولى من الفنانات اللاتي ظهرن في الدمام منذ أكثر من ثلاثين عاماً كرسامة وكمعلمة نشطت بالتواجد في المعارض الجماعية في الثمانينات وقبل ذلك في أواخر السبعينات بين ما نظمته جمعية الثقافة والفنون في الرياض أو الدمام ومنحتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب تشجيعاً من خلال مشاركاتها المتواصلة، وتعتبر بدرية الناصر من أسبق الأسماء التشكيلية في المنطقة إذا استثنينا بعض الهاويات اللاتي ظهرن منذ البدايات انسحب بعضهن وواصل البعض الآخر.
ومعارض المنطقة الشرقية أواخر السبعينات وبداية الثمانينات شهدت تواجداً مكثفاً لعدد من الأسماء النسائية والرجالية، الباقون منهم الآن قليل. تناقلت بعض الصحف المحلية مؤخراً اسم شعاع الدحيلان كمصممة أزياء في بعض البلدان الأوروبية وربما هي زيارات قامت بها وشاركت في بعض المناسبات وحققت شعاع نجاحات وتميزاً في أعمالها التصميمية للسيدات، شعاع كانت من الأسماء التي شاركت في بعض تلك المعارض المبكرة وكانت أعمالها لا تخلو من رسم للسيدات ومواضيع عامة تعبيرية، كانت هناك خديجة مقدم ونور غدير وآمال الضريس وظهرت منيرة العماري ومنى النزهة ومنيرة السيف وشعاع مجدل الدوسري وأخريات في فترات تالية، البعض انتهى إلى المشاركات المحلية وتوقف. الوحيدة التي واصلت المشوار بين من ذكرت هي بدرية الناصر، وكذلك خديجة مقدم التي انقطعت لسنوات طويلة.
كان حضور الفنانة منيرة موصلي في المنطقة آخر السبعينات عندما التحقت بشركة أرامكو السعودية وأشرفت على تدريب المنتسبات في مرسم الدمام، بل إنها نظّمت وإياهن مهرجانين أحدهما في الخبر وكان يتضمن رسوم أطفال وعرض أزياء وأدوات شعبية، واستضاف شرفياً الفنانة صفية بن زقر، والأسماء في هذا الاحتفال كانت كثيرة وأتذكر حضور الفنان الراحل محمد السليم لهذه المشاركة.
في العام 1979 أنشأت الفنانة التشكيلية نبيلة البسام قاعة التراث العربي وكانت في جزء من فيلتها السكنية بالخبر وكان يرتاد القاعة كثير من الزوار الأجانب والعرب أيضاً وكانت بدأت في تقديم أعمال فنانين عرباً بينهم الناصري والعزاوي وكمال بلاطة وغيرهم وأقامت في بدايات الثمانينات معرضاً لفنان سعودي درس في الخارج هوعبد المحسن المانع، وعاد بتجربة طباعية جميلة أقام لها معرضاً فردياً كان من المعارض الثمانينية المبكرة المهمة. التجربة كرافيكية (سلكسرين) وكانت الأعمال تحمل روحاً وعناصر محلية، وقد شارك هذا الفنان بعد معرضه في معرض جماعي واحد نظمته جمعية الثقافة والفنون بالدمام، ثم انقطع وغاب عن الساحة التشكيلية.
فيما بعد وفي القطيف بدأ ظهور الرسامات، شجعهن كثيراً مركز الخدمة الاجتماعية الذي رعى دورات تدريبية وأقام معارض متفرّقة كان من أوائلها للفنانات معرض حميدة السنان ليتوالى ظهور الأسماء والتجارب الفنية المتنوّعة والمختلفة، لم يزل يرعى معظمها ولعلنا نلاحظ الأنشطة التشكيلية الأخيرة التي رعاها المركز للرسامات وللفنانين أيضاً آخر هذه المعارض للشاب حسين المصوف، ثم كان مرسم اتيليه فن لحميدة السنان نظّم أشبه بورش يشترك فيها هاويات أو أطفال ويتواصل نشاط الفنانة بالمعارض الجماعية أو المشتركة.
المعارض النسائية في المنطقة الشرقية كانت في الفترة الأخيرة هي الأبرز وكان لعدة جهات بينها برنامج الأمير محمد بن فهد والمنتدى النسائي بالقطيف ومراسم بعض الفنانات وغيرها من جهات، الدور في هذا العدد من الأنشطة التي ليست بالضرورة تعبيراً عن المستوى بقدر التعبير عن التواجد الكمي الذي هو المحك الحقيقي للظهور المتميز فيما بعد.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب "7177" ثم أرسلها إلى الكود 82244
- الدمام aalsoliman@hotmail.com