أحمل فنجان قهوتي معي بعدما أضيق من مجالسة طاولة تتكدس بحزن عليها بعض قصاصات الصحف والأوراق المبعثرة

أدور حول النوافذ الكبيرة للصالة التي تطل على المدينة .. وأفكر بكل هذا وبكل شيء..: ما الذي يجب فعله في الساعات الأخيرة لراكب حافلة تسير بسادية وجنون للهاوية

أفكر بقص شعري بتغيير مظهري أعيد النظر بطريقة حياتي.

أفكر بأي شيء لأجعل الارتطام أقل ألما.

سؤال

سألته بعد مرورها وقبل أن يورايها غبار عدوها:

ما الذي تشعر به عندما ترى ركض الخيول بلا أسرجة في انطلاقها

أجابني:

أشعر بانتشاء التاريخ وبأنَّ الجبال تتحرك, وتريد أن تتجسد خيولا لفرسان مضوا.

زمن

أزحت الكتاب جانبا وأرحت عيني, فقد ذهب النهار وأصبح ضوء النافذة شحيحا.. كيف نسيت إضاءة المصباح إلى جانبي؟

كانت الساعة تتكتك بطريقة غريبة مرعبة سمرتني. وعندما جرأت برفع رأسي ناحيتها, وجدت الزمن يسيح وينزل, يلتصق بي ثم يعود لسيلانه.. أتحسس مكان التصاقه بجسدي, وأبحث عنه حولي,

أدلي برأسي تحت سريري لأجده مقرفصا هناك..

أسأله: ما الذي تفعله هنا؟

يجيبني: اختبأ من الزمن.