جمعية اللهجات والتراث الشعبي
جامعة الملك سعود - الرياض- 2007
* الثقافية - حازم السند:
أصدرت جمعية اللهجات والتراث الشعبي العدد الثاني من مجلتها الدورية (الخطاب الثقافي)، وقد تضمن العدد أربعة أبواب، تناول باب الدراسات جوانب لغوية ثقافية في التراث الشفهي وهو محرر العدد.
حيث كتب حسن الشامي أستاذ الفولكلور بجامعة إنديانا عن المفاهيم الأساسية لتحديد المأثور الشعبي ودراسته.
بينما عالج فالح العجمي (دور المثل الشعبي في صناعة القيم) مبرزا أثر اللغة ويمثلها هنا المثل الشعبي في تبني المجتمع لبعض السلوكيات، ومن ثم عرض للجانب التطبيقي المرتبط بقيم المسؤولية، وقد اعتمد على تصنيف المادة المدونة، ثم القيام بدراسة جوانبها الأنثروبولوجية والنفسية والاجتماعية. كما كتب أبو أوس إبراهيم الشمسان (الضاد بين الشفاهية والكتابة) وبين أن العرب سموا لغتهم لغة الضاد، إلا أنه ليس ثمة مسوغ عملي لذلك، فالضاد ترسم بشكل كتابي واحد، بينما نجد له أشكالاً متعددة في النطق، خصوصا مع وجود حرف مشابه له هو (الظاء) مما أورث الخطأ في نطق الكلمات الضادية والظائية وكذلك الخطأ في كتابة الكلمات أيضا، ويشير إلى أن بعض العرب ينطق الضاد نطقا مطابقا للظاء، وأن التمييز بين الحرفين انطلق من علماء القراءات الذين ألحوا على ذلك، وقد ذهب الباحث إلى أن الضاد صورة صوتية من الظاء، واختتم بأنه ليس أمام مستعمل اللغة إلا أن يحفظ ما يرسم بالضاد وما يرسم بالظاء لكي لا يخلط في كتابته بينهما. وقدم أحمد نصر وأبو بكر باقادر مقالة حول احتفال قديم كانت تقوم به سيدات مكة عرف بمهرجان القيس، وأن النساء بمكة كن يحتلفن بهذا المهرجان الشعبي منذ بضعة عقود قبل العهد السعودي، ومن طقوس هذا الاحتفال اقتصاره على النساء، بل كان الرجال يزجرون عنه ويمنعون من الدخول إلى مكة مع أنه يقام في شوارعها، ملمحين إلى أن المهرجان كان يحمل في بعض جوانبه احتجاجا ضد النظام الراسخ آنذاك.
وترجم ناصر الحجيلان (القراءة الشفهية للقصيدة المكتوبة: الأداء والتلقي) ل بيترميدلتون. فيما تضمن العدد مقالين: أحدهما كان عن (اللغة والسياق الاجتماعي) ل بيير باولو جيجليولي قام بترجمته وتقديمه محيي الدين محسب، قدم فيه عرضا تحليليا لوضعية (اللغة) في العلوم الاجتماعية التقليدية، ولوضعية (البعد الاجتماعي لظاهرة اللغة) في اللسانيات الحديثة.
أما المقال الآخر فعنوانه (الكتابة عن الأدب الشعبي) كتبه منصور الحازمي استعرض فيه بعض التجارب القليلة السابقة من الاهتمام بالموروث الشفهي وبخاصة في صحيفة صوت الحجاز، وتناول في الجزء الأكبر من مقالته صورة البدوي لدى الرحالة العرب التي تكاد تنحصر في صورة براقة موغلة في القدم وصورة مظلمة مستقاة من التجربة والمشاهدة أصبحت فيها كلمة) بدوي مرادفة لكلمة اللص أو قاطع الطريق.
وفي باب المراجعات قدمت وسمية المنصور قراءة متبصرة للعدد الأول من مجلة الخطاب الثقافي، بينما درس عبدالله المعيقل مفهوم شعر الكسرة من حيث النشأة والمصطلح من خلال مراجعته لكتاب (أهل الكسرة) من تأليف عبدالرحيم الأحمدي.
وتضمن باب تراثيات لقاء مع عبدالرحمن الطيب الأنصاري الآثاري المعروف، ولمحة عن الإبل في الجزيرة العربية، واختتم بملف العدد عن عبدالكريم الجهيمان رائد جمع التراث الشعبي في الجزيرة العربية، شارك في إعداده محمد بن عدالرزاق القشعمي.