ليلة تنقش الأنس في شفة من زهور الصفاء
الدقائق تلوي الزمان بأذنيه:
قف عن مشاكسة الجلساء
تلة رحبت بالضيوف، وسارت
تهدب ما خربته عيال الرياح على حاجبيها،
وصاحت:
عجلوا الشاي يا شجر الأثل..
طاب الجلوسْ
واحجبوا البدر حتى
يبيض المساء نجوما تنظف أجسامها بالشعاع
مثل مخطوبة.. سيوهجها الالتياع
ورأيت البساط يُصدرُ قبلاته في سرور
ضوء سيارةٍ..
كان يجمع أشتاته في الطريق
والنوافذ مثل لصوص تراقبنا..
ووراء النوافذ صمتٌ عميق
قربوا الناي ثم أذيبوا حنيني على دفعتين
مثل سكرتين
ضحكة أوقفتني، وخلخلت الروح من دهشتي!
ضحك حسناء..
شق مسامع قلبي، وعانق تحت الشذى لهفتي
إنه ضحكها!
صرت أضحك أبكي
كدت أفضح زهدي ونسكي
ثم مازجتها وأنا في مكاني!
فالمسافات بين المحبين أقصر من بصمات البنان
أين كنت؟ وأين مواعيدنا خلف باب الوفاء؟
علمتني بأن المواعيد مزحٌ من المزح عند النساء
جفت المفردات بمزمار حقي..
وصار التنحنح بعض الكلام
إيه يا ليلة الأنس والبؤس: عودي..
فما زلت عشقاً يخاف الفطام