اهتزت أعطافه وفحص بقدميه الأرض طرباً وقال: يا غلام أعطه مائة ألف دينار! انتهى!
حدث هذا كثيراً في تاريخنا الأدبي القديم يعطي الممدوح الأحمق مائة ألف دينار لشاعر دجال مقابل بيتين من الشعر. وتكون النتيجة أن يشتهر الممدوح ويذيع صيته بين الناس.. وتصبح القصيدة، أو البيتان من مذخور الشعر العربي!
- يعيش الشاعر عيشه هانئة وربما يتقدم خطوة على طريق الإبداع.. وجاء نقاد الزمن الأخير وسلخوا جلد الممدوح، الذي منح هذا المبلغ الخيالي من المال لشخص واحد هو الشاعر على أساس أن ذلك ضد العقل!
ضد المنطق!
- وأمام هذا السيل الدافق من التجريح والهجوم اغلق الممدوح خزائنه واختفى الشاعر والممدوح. لقد وجد بديلاً عن الشاعر، وذلك بتشغيل وسائل أخرى لحسابه فحقق ما يصبو إليه من الشهرة والانتشار والشاعر هجر مديح الأشخاص وكرس إبداعه لمديح الوطن والحبيب والعطف على المساكين فاغتبط النقاد بهذا الإنجاز النقدي العظيم! حتى أصحاب النقد الثقافي!
راحوا يبكون بمرارة حيال حالات تدمي القلب! ليست حالة السياب وأمل دنقل والصافي النجفي قبل ذلك إلا مجرد أمثلة قليلة على ما يكابده الشاعر المبدع من فاقة وحرمان وتجاهل.. حيث ينتهي إلى الموت أو الجنون!
ماذا فعل النقاد من أجل الشاعر المبدع الملتزم بقضايا أمته لاشيء سوى البكاء.. حتى الشفقة.. أما رأيي فسأقوله لكم في مناسبة أخرى بعد ان يبطل العجب وتندثر تلك القلوب المظلمة! والعيون المتراقصة التي ملأت الساحة بالحديث عن الحراك والشفافية وهي أبعد ما تكون عنهما!!
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064»ثم أرسلها إلى الكود 82244