شهدت المنطقة الشرقية خلال الأيام الماضية عدداً من المعارض (جماعية وشخصية) بينها المعرض الذي نظمته الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالأحساء للفنان التشكيلي الشاب عادل الحبارة، وفي الدمام نظم فرع الجمعية معرضاً جماعياً استهلت به أنشطتها (المعارض) بعد لقاءات الفنانين في أكثر من مناسبة بينها المحاضرة التي ألقتها الفنانة زهرة بوعلي والمنتدى التشكيلي الذي عقدت الجمعية اثنين منه.

معرض الحبارة هو الأول له وترتبط لوحته غالباً بمكان أو بمظهر محلي أو فكرة بين الإنساني والاجتماعي، ويمر أحياناً بتأثير كتابي حروفي، فهو يتجه لذلك بحثاً عن مسلك يحدد اتجاهه، لكنه يلتزم في معالجة تلك الأفكار وفق صيغة واحدة نجدها في تقطيعاته أو إحالاته المشهد أو العنصر إلى مساحات محددة بخطوط سوداء بسمك متقارب، وهو في ذلك تتفاوت نتائجه بناء على منطلقات الفكرة وصياغتها، ففي لوحة شمس وقمر مثلاً يكون أكثر نجاحاً عن غيرها فالأشكال مثلاً لها صفة واحدة تتنوع بناء على الحالة التي يلون أو يرسم فيها العينين أو الوجه عموماً، تتوسطها عناصر من جنس آخر هي عنوان اللوحة، ويكون أكثر نجاحاً عندما يرسم الزهور البرية أو المزهرية، هنا لا يُخضع الفكرة لتلك التقطيعات بقدر اتجاهه للرسم مباشرة مع بعض المعالجة الدافئة التي تأخذ من أعماله الأحدث.

أرى أن أكثر لوحاته بساطة وهو يتجه إلى توزيع المساحة على مقاطع لوحته نماء ففيها استفادة وخلاصة التجربة، في حين اللوحات التي تستلهم الحرف العربي أو تأخذ من بعض التجارب التي تتجه إليه كانت لكثرة إمكانية في التقرب إلى شخصية فنية، لعل بعض فناني الأحساء تعرضوا لمثل ذلك التأثير ووجدناه في بعض أعمالهم، ربما تأثير ذلك جاء من أعمال بعض الإيرانيين الذين رسموا من وحي قصائد الخيام أو غيره من الخيال الشعبي.

عادل الحبارة معلم تربية فنية تخرج من جامعة الملك سعود قسم التربية الفنية، وبدأ مشاركاته في معارض الأحساء منذ 1416هـ.

في الدمام وعلى صالة مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب كان المعرض الجماعي الذي شارك فيه مجموعة مختلفة من الفنانين والهواة والخطاطين، وتعتبر استضافة الفنان محمد الصقعبي أبرز ما في المعرض.

أبدت مجموعة من الأعمال تقدماً ولعل أبرزها لحسن مداوي الشهري وبدرية السويد وغادة علي حسن، ويلاحظ مستوى مشاركة فجر العجاجي وفاطمة الدهمش ونعيم القرافي وعواطف صفوان، لكن المعرض لم يخلُ من أعمال تبدي قدراً على المحاكاة والتمثيل من صور ضوئية وهي أعمال تتراوح بين النقل الحرفي وبين محاولة إضافة ما، لكننا بالمقابل نجد سعياً أو اجتهاداً مبشراً. فالأعمال في عمومها جاءت على خلفية من منح الفرصة للمشاركة في معرض هو الأول بعد تجديد الجمعية لجنتها التشكيلية التي تسعى لوضع برنامج تحقق من خلاله دعم الجميع، ومعه كان هذا المعرض المؤجل والذي قد يتبعه معرض آخر أكثر انتقاء. بعض أعمال المعرض سبق أن عرضت والبعض الآخر الذي جاء في دليل المعرض لم يعرض أيضا.

معرض آخر أقيم في قاعة تراث الصحراء بالخبر للفنانة التشكيلية ندى فرحات وهي طبيبة تواصل دراساتها العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، والمعرض يقام في (الدور الأول) وهو جزء منعزل عن مكان العرض التراثي الذي يتضمن الملبوسات والقطع التراثية التي تملأ الدور الأرضي، أما أعمال ندى فرحات فهي تجريبات تلوينية لا تخضع غالبا إلا للحظة الممارسة الفنية وبالتالي كانت النتائج مختلفة ومتنوعة وأحيانا متباينة وجاء المعرض كثير الأعمال وبالتالي فالعرض لم يخدم التجربة أو يقدمها على النحو الذي يساعد على إعطاء العمل الفني مساحة كافية للمشاهدة. والعروض الفردية لندى فرحات بدأت منذ دراستها في جامعة الملك فيصل بالدمام وقدمت أعمالا ومستويات جيدة كان حصيلتها حصولها على إحدى الجوائز المتقدمة في مسابقة السفير الثانية.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244