كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك فتاة عمرها 12 سنة أسمها (تشكيلة) كانت تحب ممارسة الأشغال الفنية واليدوية، وكانت أيضاً تمارس الرسم، وقد تنبه أهلها لمهاراتها وأخذوا يعلقون أعمالها في أرجاء المنزل مع ثناء لموهبتها الفذة! كما كانوا يعرضون أعمالها على معارفهم لتتلقى مديحاً على عظم تلك الموهبة.
وتجرأت تشكيلة بعدها لعرض أعمالها الفنية في المنتديات فاختارت منتديين محليين يهتمان بالفنون التشكيلية، وحالما أنزلت أول عمل لها انهال الأعضاء بالمديح والإعجاب والثناء لهذه الموهبة بل ترددت كلمات (روعة - خيال - يا سلام) بشكل متواتر، مما دفعها للاستمرار والثقة بأنها بالفعل تمتلك تلك الموهبة فها هم النخبة يقيمون أعمالها.
وحين تخرجت تشكيلة من الثانوية العامة كان لابد لها من أن تختار مجالاً واحداً للتخصص ألا وهو التربية الفنية كمنفذ وحيد لتطوير موهبتها، وفي ذلك القسم وخلال أربع سنوات متتابعة ومع قلة المواد الفعلية التطبيقية لمجالها إلا أن المدرسات أخذن يكيلن الثناء على تلك الموهبة بل تهامس البعض بأن تشكيلة أمهر من بعض مدرساتها.. واللاتي لا تتعدى خبرتهن وتعليمهن ما لدى تشكيلة ولكن لقلة المتخصصات اضطرت الكلية للاستعانة بهن لملئ الشاغر في الجدول الدراسي. وبعد أن تخرجت تشكيلة من الجامعة كإحدى المتميزات الحاصلات على امتياز كتقدير عام، أرادت أن تشارك في معرض على أساس أنها موهوبة ويحق لها ذلك، وقد قيم موهبتها كل من أبويها ومعارفهم وأعضاء الموقع الإلكتروني والأهم من ذلك مدرساتها في الكلية، وأجمعوا على أنها فنانة!!
صادف حينها وجود معرض محلي على مستوى عالمي يبشر بجوائز للفائزين الأوائل وجوائز اقتناء وترضية على أن يتم عرض جميع المشاركات ما عدا غير المناسب بتاتاً فيتم حرمانها من العرض.
جمعت تشكيلة ما لديها من أعمال مارستها أثناء السنة النهائية من الدراسة والتي كانت تحوم الأعين عليها لتميزها بين الجميع، (ربما لن أحقق المراكز الأولى ولكن جائزة الاقتناء بلا شك ستكون من نصيبي لأني موهوبة.. ربما أتضايق قليلاً إذا حصلت على جائزة ترضية!) هذا ما حدثت به نفسها وهي تعبئ استمارة المشاركة. وأرسلتها وهي تتخيل نفسها وهي تتلقى الجائزة.
وبعد شهرين أعلنت النتائج وتم افتتاح المعرض، كانت تشكيلة مصدومة من عدم اتصال الجهة المنظمة لها، قال لها والدها (ربما اتصلوا ونحن في الخارج، أو كان هاتفي المحمول مقفلاً ولكن لا بأس سوف نرى اللوحات في المعرض ونعرف أي من لوحاتك هي الفائزة).
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244